علاقتك بطفلك

أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء

أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء اخرس، أسكت، لا تتكلم، لم يطلب منك أحد رأيك … الخ وهذه وغيرها عبارات لقمع الأبناء، ويشب الواحد منهم متلعثما، لا يقدر على التعبير عن نفسه، أو يقول رأيه، والحقيقة المرة أننا كثيرًا ما نفعل هذا مع أبنائنا، وقد يصبح الواحد منهم بلا قدرة على التعبير فقد حللنا بينه وبين أن يفكر، ويستخدم عقله، وإذا ما كانت لديه أفكار فإنه يصبح غير قادر على التعبير عنها، بسبب قلة وضعف ثروته اللغوية، بجانب أن الأبناء حينها لا يملكون الشجاعة الكافية ليقولوا كلمتهم، فتبقى حبيسة صدورهم ويصبحون بكما، صما، وينسدل الحجاب بينهم وبين من حولهم.

ويبقى السؤال: من له الكلمة الأولى؟

أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء
أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء

هذا الصراع بين الأم والأب حول من له الكلمة الأولى نظنه قد بدأ مع أدم وحواء، بل لعله وقع حول فيمن تكون له الأولوية عند ذكر اسميها، أدم يرى أنه الأحق بحكم وجوده أولا، ولأنها خلقت من ضلعه، وهي لأنها تلد الأبناء وتضمن الحياة على الأرض.

  • وعلى مدى التاريخ كان هناك شد وجذب، وكلما كانت كفتا الميزان في مستوى واحد، مرة أو مرات يكسب الرجل بقوته وعنفه، لأنه هو الذي يحمي الأسرة ويوفر لها القوت.
  • ومرة أو مرات تكسب أحيانًا بالأنوثة والمناورة وأحيانًا أخرى بالذكاء والحيلة، وأحيانًا لضعف الرجل ازائها وانشغاله بكسب الرزق.
  • أيا ما كانت الأسباب لتمكن أحدهما من فرض إرادته، فإن ذلك لم يكن قط لصالح الأسرة كاملة.
  • يجب على الوالدين أن يعطوا مكانة لأبنائهم وحيزًا وفيرًا للتعبير عن آرائهم واختيار ما يفضلونه في الحياة، ولا يجب أن نكبتهم دائمًا، لأن الكبت يولد العديد من الأمراض النفسية ويجعل الطفل غير واثق في ذاته.
  • لذا واجب الوالدين هو أداء دور التعزيز الإيجابي للأطفال حتى يتمكنوا من أخذ خطوة للأمام تساعدهم في تحديد مستقبلهم.

أقرأ أيضا: وسائل للتواصل مع الأبناء

فهل هناك من حل جذري للقضاء على أثر استبداد في علاقة الآباء؟

أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء
أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء

هذا سؤال يطرح نفسه، والجواب طبعا “لا” إذ يختلف الناس في امكانياتهم وقدراتهم ورغباتهم واحتياجاتهم، إذ أن هناك أم تريد أن تفرض رأيها ونفسها مهما كلفها ذلك على أبنائها وزوجها، حتى وإن أدى ذلك إلى انهيار الأسرة بكاملها، والعكس صحيح إذ نجد أمهات وزوجات يشعرن بالارتياح إذا تحمل الزوج مسؤولية الأبناء وحصل على كل الحقوق، و للأسف نجد أن المرأة الشرقية في الغالب تميل إلى هذا اللون، وربما يرجع السبب أنها ليست مدربة بقدر كاف حتى الآن على مجابهة المشكلات والمصاعب، فتركن إلى الزوج الذي يقوم بها مقابل أن تكون له الكلمة الأولى.

بالنهاية ووسط هذا الجدل يجب على الأم والأب وبخلاف النظر لمن الكلمة الأولى بالبيت وعلى الأبناء يجب أن نبعد الأبناء عن هذه الصراعات.

أقرأ أيضا: أثر استبداد علاقة الأباء بالأبناء

أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء

أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء
أثر استبداد في علاقة الآباء والأبناء

فإن كان لابد من الاختلاف في كل شي فيجب الاتفاق على أهم شيء وهو الأبناء وأن نعطيهم حريتهم بالتعبير وإخراج كل ما يجول في خاطرهم دون قيد أو خوف من الأبوين، ودون الانحياز لأحدهما عن الآخر، وأن نرسخ فيهم أن الحرية من أغلى ما منحنا الله سبحانه وتعالى، ولابد من التمسك بها شرط معرفة أنها تعني بالمقابل: المسؤولية والحرية والديمقراطية لابد أن يكونا هما السمتان الغاليتين على الحياة الأسرية، وأن الآباء وجدوا لكي يكونا المجدافين اللذين يدفعان بزورقهما لكي يرسو إلى شط الأمان والاطمئنان، ولكي يشب الأبناء أسوياء، لهم شخصياتهم الناجحة والقوية.

شاهد ايضا؛ كيف أبني شخصية طفلي؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى