أضرار العلاقات الغير شرعية
محتويات المقال
أضرار العلاقات الغير شرعية تحيط بنا من كل مكان، حيث لا تكتفي هذه العلاقات المحرمة بإلحاق الضرر بمرتكبيها فقط، بل إنها مثل الطوفان تدمر كل شيء حولنا؛ فهي مثل المرض المعدي الذي ننتظر أن يُصاب به من نحبهم في أي وقت خاصة مع الانتشار السريع والمدمر للإباحيات، وانتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب والتي تبيح الاختلاط الذي هو بداية جميع المحرمات، لذا سوف نتحدث في هذا المقال عن أضرار هذه العلاقات من مختلف النواحي.
ما هي أضرار العلاقات الغير شرعية؟
لا تقتصر أضرار العلاقات الغير شرعية على الأضرار النفسية أو الجسدية فقط، بل تصل جذورها إلى نطاق أبعد من ذلك، ويُقصد بالعلاقات الغير شرعية كل علاقة عاطفية أو جسدية تجمع بين رجل وامرأة دون مسمى رسمي بعيداً عن أعين الناس وتخالف تعاليم الدين، ولكن التركيز الأكبر سوف يكون منصباً على العلاقات الجسدية وممارسة الجنس في إطار غير شرعي.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم الممارسات الحميمة الغير شرعية وغير الزوجية تبدأ بعلاقات عاطفية، والتودد من جانب الرجل إلى المرأة، وإظهار مشاعر الحب وعبارات الغزل التي تثير شهوة الرجل والمرأة ليقعا في شباك الجنس المحرم في النهاية.
فيما يلي سوف نتعرف على أضرار العلاقات الغير شرعية بجميع جوانبها:
أضرار العلاقات العاطفية الغير شرعية
في السطور التالية سوف نوضح أضرار العلاقات الغير شرعية العاطفية وتأثيرها على الفرد والمجتمع:
- كما ذكرنا سابقاً فإن العلاقات العاطفية المحرمة هي الطريق للوقوع في الزنا وطريق العلاقات الجنسية المتعددة وربما الشذوذ الجنسي.
- تقوم هذه العلاقات بإثارة مشاعر الرجل والمرأة وتهيج الشهوة وعدم القدرة على السيطرة عليها، فيتوجهون لتصريف هذه الشهوة المتزايدة عن طريق إمتاع النفس من خلال الاستمناء والعادة السرية، وما يترتب عليها من مخاطر كثيرة.
- قد يتعرض الشاب أو الفتاة إلى مشاعر الاكتئاب والحزن نتيجة ترك الطرف الآخر له، وهو شيء يحدث في معظم العلاقات، فينجرفون إلى طريق المخدرات.
- تؤثر هذه العلاقات على علاقة الزواج في المستقبل، حيث تُستنزف مشاعر الطرفين من العلاقات العاطفية المتكررة، وعندما يصلان إلى علاقة الزواج لا يمتلكون أية مشاعر صادقة لإعطائها للزوج/ة.
أقرأ أيضا: الممارسة الشرعية بين الزوجين
أضرار العلاقات الجنسية الغير شرعية
أما عندما نتحدث عن أضرار العلاقات الغير شرعية الجنسية فإن القائمة تطول، دعونا نوضح هذه الأضرار بشيء من التفصيل فيما يلي:
1- فض غشاء البكارة
- يعد غشاء البكارة في بعض المجتمعات الدليل الوحيد على شرف الفتاة وقيامها بصيانة نفسها وعدم الوقوع في الزنا، رغم أن بعض الفتيات يمتلكن غشاء مطاطي لا يُفض بالرغم من ممارسة العلاقة الجنسية بكثرة.
- وعندما يتم فض غشاء البكارة وفقدان الفتاة عذريتها قد تقابل مخاطر أسرية واجتماعية قد تصل إلى القتل بدافع الشرف في بعض المجتمعات.
2- حدوث الحمل الخاطئ
- من النتائج شائعة الحدوث المترتبة على الممارسة الجنسية غير الشرعية هو حدوث الحمل عن طريق الخطأ، وتتشعب من هذه المشكلة عدة قضايا ومشكلات أخرى أهمها: الإجهاض، إلقاء الطفل في الشارع بعد ولادته ليصبح مكانه في دور رعاية الأيتام، عدم اعتراف الأب بالابن فتنشأ مشكلة الأطفال مجهولي النسب.
3- الانسياق وراء الشهوة
- لأن الشهوة والرغبة الجنسية شيء غريزي يصعب على الإنسان التحكم به، لذا فإن ممارسة الجنس في إطار غير شرعي لمرة واحدة لن يُشبع رغبة الطرفين، وبالتالي ينجرفون وراء الشهوة ويتبعون رغباتهم بلا وعي ويكررون الممارسات المحرمة لفترات طويلة.
أقرأ أيضا: أسباب انخفاض الشهوة
4-أضرار نفسية
أضرار العلاقات الغير شرعية لها جوانب وتأثيرات نفسية خطيرة، من أهمها ما يلي:
- الشعور بالخوف الشديد من افتضاح أمرها من الآثار النفسية الخطيرة التي تصيب المرأة دون الرجل، فلا يمكن اكتشاف أمر الرجل لأنه لا شيء يدل على قيامه بهذه العلاقات.
- تشعر المرأة بعد قيامها بذلك بانعدام الأمان مع شريكها، وأنه هو من قام بإغوائها، فتبدأ بالنفور منه والشعور بعدم الراحة معه.
- يفقد طرفي العلاقة الثقة في بعضهما البعض بعد قيامهم بممارسة الجماع دون زواج والشعور بالندم، ويبدأ كل طرف بالشك في شريكه، وغالباً ما تنتهي العلاقة ولا يصلا لمرحلة الزواج.
- إذا استمرت العلاقة رغم جميع مشاعر القلق والخوف وانعدام الأمان، يشعر الطرفان بعد الزواج بالشك المرضي تجاه بعضهما البعض، ويشعر كل طرف بأن الآخر سوف يقوم بتكرار هذه العلاقة المحرمة مع غيره.
الأمراض التي تنتقل جنسياً
من أهم أضرار العلاقات الغير شرعية الصحية هي الإصابة بأمراض جنسية خطيرة، وتنقسم هذه الأمراض من حيث مسبباتها إلى:
1- أمراض بكتيرية
تنتقل هذه الأمراض عن طريق البكتيريا، ومن أهمها:
- مرض السيلان: يحدث فيه ظهور إفرازات من القضيب أو المهبل، وأيضاً الشعور بحرقة في البول.
- داء المتدثرة: من أهم أعراضه صعوبة التبول والشعور بالحرقة، والإفرازات غير الطبيعية.
- داء الزهري: في المرحلة الأولى له يظهر على هيئة قرحة دائرية غير مؤلمة، ولكنها تتطور في المرحلة الثانية لتصبح طفح جلدي.
أقرأ أيضا: هل مرض السيلان خطير وهل من الممكن علاجه وما هي مضاعفاته
2- أمراض فيروسية
تنتقل عن طريق الفيروسات، ومن أهمها:
- فيروس نقص المناعة البشري “الإيدز”: من أخطر الأمراض المنقولة جنسياً، ومن أهم أعراضه: ارتفاع شديد في درجة الحرارة، فقدان الوزن، تعرق ليلي، بقع بيضاء في الفم واللسان، إسهال مزمن، ضيق تنفس، سعال، قشعريرة، طفح جلدي، صداع، تقرح الأعضاء التناسلية، ألم المفاصل والعضلات.
- هربس الأعضاء التناسلية: يظهر على هيئة تقرحات مفتوحة مصحوبة بآلام شديدة، أو نفطات.
- فيروس الورم الحليمي البشري: يظهر على شكل حبوب صغيرة على الغشاء المخاطي والجلد، ولكنها غير مؤلمة.
3- أمراض طفيلية
تسببها أنواع من الطفيليات، ومن أهمها:
- داء المشعرات: يحدث فيه أيضاً الإفرازات غير الطبيعية، والشعور بالحرقة أثناء عملية التبول.
- قمل العانة.
4- أمراض ومخاطر تؤثر على الحمل
لا تقتصر الأمراض المنقولة جنسياً على إصابة المرأة والأعضاء التناسلية الخاصة بها بهذه الأمراض فقط، بل تمتد لتؤثر على الخصوبة والحمل، من أهم هذه المخاطر:
- حدوث حمل خارج الرحم.
- انسداد أو تليف قناتي فالوب.
- العقم.
أقرأ أيضا: نصائح في بداية الحمل
5- أمراض تصيب الأجنة والمواليد
من أضرار العلاقات الغير شرعية الخطيرة أن العدوى تنتقل من الأم إلى الجنين أو المولود الجديد لتسبب مشكلات خطيرة أهمها:
- التأخر العقلي.
- العمى.
- تشويه العظام.
- الوفاة.
6- مضاعفات خطيرة
قد تتطور الأمراض التي تنتقل جنسياً إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة منها:
- الإصابة بالأورام الخبيثة والسرطانات مثل: سرطان المهبل، سرطان الشرج، سرطان عنق الرحم وبطانة الرحم.
- فيروسات التهاب الكبد الوبائي ب، ج التي تسبب سرطان الكبد.
- قد يتسبب فيروس الإيدز في حدوث سرطان الغدد الليمفاوية.
القضاء على أضرار العلاقات الغير شرعية يتطلب تكاتف جميع الهيئات الاجتماعية والصحية في العالم الإسلامي العربي لاتباع سياسات إعلامية وتربوية منتظمة لمعالجة العلاقات الغير شرعية من خلال اتباع مناهج ثقافية وأساليب علمية لتثقيف الأفراد جنسياً خاصة الشباب، وتوعيتهم بأهمية التوقف عن هذه الممارسات والتمسك بالوازع الديني، وعدم الاستسلام لشهواتهم ورغباتهم، والوقوف وقفة جدية بشأن الإباحية التي تدمر قيم مجتمعنا شيئاً فشيئاً.
شاهد أيضا: الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية