الثقافة الجنسية في الإسلام
محتويات المقال
تعد الثقافة الجنسية جزءًا من الثقافة العامة للمجتمع وخاصة الشباب من الجنسين و لذلك يجب التعرف على الثقافة الجنسية في الإسلام لمعرفة الصحيح من الدين الإسلامي والتعامل بين الطرفين بطريقة صحيحة مبنية على أساس سليم لا تشوبه أي أخطاء تؤدي إلى الإضرار بالعلاقة الجنسية مسبباً فتور في العلاقة أو النفور منها أو اختلافات بين الزوجين بسبب الجهل بهذه الثقافة ويجب عدم تناولها بشكل خاطئ من مصادر غير موثوقة وعند البحث نجد أن الفقه الإسلامي للعلاقات الزوجية هو أفضل مصدر للثقافة الجنسية والعلاقات الزوجية.
الثقافة الجنسية في الإسلام بين الماضي والحاضر
ترتبط الثقافة الجنسية بالقيم الفكرية والدينية وأسس التربية والثقافة الاجتماعية لدى أي مجتمع وذلك لوجود العديد من الاختلافات في طرق التثقيف الجنسي وطريقة تناول المعلومات الجنسية على مر العصور واختلاف المجتمعات واختلاف طرق التربية منذ الصغر.
وتوجد الكثير من المعلومات الخاطئة والمشوهة الخاصة بموضوع الثقافة الجنسية تبعاً لتركيبة كل مجتمع والتي تساهم بشكلٍ أو بأخر في خلق تشوهات نفسية واجتماعية لدى الشباب وحتى الأطفال منذ الصغر والعديد من الاضطرابات الجنسية.
واعتقد البعض في الماضي أن معرفة الثقافة الجنسية ووجود علاقات بين الرجال والنساء تتضارب مع الدين الإسلامي والأخلاق وأنها تزيد من الإباحية وتهدم القيم الأخلاقية في المجتمع ولكن هذا تفكير غير صحيح بالمرة فنرى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة ما يتعلق باختيار زوجاتهم وكيفية التعامل مع نسائهم ويوجد فتوى من المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء تفيد بأن التعامل بين الرجل والمرأة ليس محرما على الإطلاق ولكنه ليس مباحاً على الإطلاق أيضاً ولكن يتم ذلك بضوابط وشروط معينة فنجد أن اللقاء والتعاون بين الرجال والنساء أمر فطري ولا يمكن منعه تماماً ولم يرد في الدين الإسلامي ما يمنعه بإطلاق لذلك يبحث الكثيرون في الوقت الحاضر عن المعلومات الصحيحة الخاصة بالثقافة الجنسية في الإسلام وذلك لزيادة الوعي الإنساني وإدراك صحيح الأمر.
الثقافة الجنسيةتناول الفقه واصول الدين للثقافة الجنسية والنكاح
- يدعو الدين الإسلامي إلى العفة والحياء في العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة لذلك نجد أن العلاقة الحميمة بين الجنسين في الإسلام تنحصر في الزواج ويحظر وجودها خارج هذا الإطار.
- فنجد أن القرآن الكريم والحديث الشريف أشار إلى العلاقات الجنسية المرتبطة بالزواج إلى أنها سكن كبير من المحبة والتقارب والتراحم بين الزوجين كما قال الله تعالى في سورة الروم الآية ٢١.
- ولكن يتم ذلك دون تعدي حدود الله في العلاقة حيث لا يجوز ممارسة الجماع أثناء الحيض أو النفاس أو الجماع من الدبر فقد حرم الله مثل هذه العلاقات تماماً.
وجوب الثقافة الجنسية في الإسلام
لم يترك الدين الإسلامي كعادته باباً للجدل في أياً من الموضوعات الشائكة مثل الجنس والعلاقات بين النساء والرجال، بل وضع لها ضوابط وأحكام وشرحها.
وذلك لأن الثقافة الجنسية في حد ذاتها أمر حتمي لابد منه لأنه أمر فطري مرتبط بحاجة نفسية وعضوية ملحة عندما يصل الإنسان لمرحلة معينة يبدأ في التساؤل والبحث لذلك مسؤولية المجتمع ككل بداية من الأسرة والمدرسة والجامعة توصيل تلك الثقافة الهامة بشكل صحيح بدايةً من عمر الطفل وصولاً لسن الشباب وذلك تبعا للثقافة الجنسية في الإسلام بطريقة مرتبة ومدروسة بشكل تدريجي يسمح له بالمعرفة دون تشتت للحفاظ عليهم من الانحراف ويحدث ذلك مع مراعاة السن.
كل ذلك يسمح به الدين الإسلامي الكريم ويعرضه في أفضل وأنقى صوره في القرآن الكريم والحديث الشريف والكثير من كتب الفقه باستخدام طرق للشرح وأسلوب مهذب يعتمد على التلميح دون التصريح قدر الإمكان وألفاظ غير بذيئة التي يجب أن تدرس في سن مبكرة لمنع تكون الأفكار الخاطئة في عقول الشباب والبنات وذلك يمنعهم من البحث عن هذه المعلومات من مصادر خاطئة مثل الإنترنت والأحاديث المتداولة بين الشباب بعضهم البعض دون مرجعية دينية صحيحة.
العلاقة الجنسيةالتثقيف الجنسي
التربية الصحيحة تبعاً إلى لثقافة الجنسية في الإسلام تدريجيا
ويقصد بذلك إمداد الفرد بمعلومات علمية دقيقة وخبرات صحيحة واتجاهات سليمة تتماشى مع المرحلة العمرية وبالقدر الذي يسمح به النمو الجسمي والعقلي للشخص ويتم ذلك في إطار ديني صحيح تبعاً لتعاليم الدين الإسلامي والقيم الأخلاقية والمجتمعية بشكل يؤدى حسن تعامله مع المواقف الجنسية وخاصة عند الأطفال مما يجعلهم ذوي صحة نفسية جيدة ومواجهة المشكلات الجنسية بطرق واقعية صحيحة.
التربية الجنسية الصحيحة لا تعني تعليم الجنس، ولكنها تهدف إلى توجيه أبنائنا من الجنسين نحو المسائل الجنسية بطرق ذات منظور ديني وأخلاقي وتقبل التغيرات الفسيولوجية للجسم التي يفاجئ بها الأبناء والابتعاد عن طرق التعامل مع الموقف ومواجهة هذا التغيير تبعا للمعلومات الصحيحة التي يتلقاها دون اللجوء للمعلومات الخاطئة من الأصدقاء أو العالم الخارجي أو التجارب الخاطئة أو تلقى الفتوى من غير مصادرها الصحيحة.
التربية الجنسيةمراحل التربية الصحيحة تبعا للثقافة الجنسية في الإسلام
لقد اهتم الدين الإسلامي لإرساء قواعد التربية الجنسية الصحيحة عند المسلمين منذ الصغر فنجد أنه اعتنى بالطفل منذ الولادة فأمر بختان الأطفال منذ الصغر وجعله خصلة من خصال الفطرة لديهم ومن سنن الهدي النبوي، بل واكتشف العرب قديماً أهمية الختان للأطفال منذ الولادة التي تحمى من الأمراض لدى الجنسين الرجل والمرأة.
من مراحل التربية الصحيحة:
المرحلة الأولى:
المرحلة الابتدائية من سن ٧ إلى عشر سنوات وهي المرحلة التي تهتم بتعليم الأطفال تحت سن البلوغ الأحكام الصحيحة وكيفية العمل بها مثل الوضوء والصلاة ونواقض وضوءه وأحكام الطهارة والصوم ثم التفريق في المضاجع استنادا لقول رسول الله أحمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف (وفرقوا بينهم في المضاجع) كما رواه أبو داود في سننه وتعليمهم آداب الاستئذان كما ورد في كتاب الله الكريم في سورة النور الآية ٥٨
كما أمر الله تعالى بغض البصر وحرم النظر لغير المحارم ووردت أحكام الله بخصوص هذه الضوابط فى سورة النور الآية ٣٠.
لذلك أكد الإسلام على التربية الصحيحة للطفل منذ ولادته ونشأته في بيئة صالحة تكشف له الأحكام الصحيحة تحميه فيما بعد من كثير من المشاكل الجنسية التي تبدأ في الظهور في مرحلة المراهقة والتي قد تؤدي إلى ظهور الانحرافات الجنسية وزيادة الرغبة الجنسية إذا لم يتم التعامل معها بشكل تربوي ديني صحيح.
المرحلة الثانية
من سن عشر إلى ثمانية عشر سنوات أو ما تعرف بفترة المراهقة ويتم شرح كل ما يطرأ من تغييرات فسيولوجية على الجسم وتوصيل المعلومات الصحيحة للمراهق أو المراهقة بضوابط وأحكام شرعية صحيحة وشرح الثقافة الجنسية في الإسلام بطرق مبسطة لتجنب وقوعهم في انحرافات جنسية أو وقوع مصائب أخلاقية مخالفة لشرع الله لذلك يجب وضع المادة الدراسية الخاصة بذلك و تدريس الثقافة الجنسية في الإسلام داخل المدارس ووضع أسس صحيحة تخص التربية الجنسية ونهى الله عنها مثل الزنا والعياذ بالله كما ورد ذلك في سورة الإسراء.
لذلك تعمل التربية الجنسية الصحيحة في الإسلام في مرحلة المراهقة على درء جميع المفاسد التي تهيج الشهوة الجنسية في غير محلها مما قد يصيبهم باضطرابات جنسية ونفسية وصرف هذه الطاقة الزائدة في اتجاهات أخرى وتشجيعهم على الزواج عند مناسبة الظروف لذلك لمن أراد أن يعف نفسه وتوجهه دائما للصلاة والعبادة لإبعاد التفكير في شهوته والبعد عن كل ما يخلق له جو من الإثارة وتذكرة المراهق دائماً بأن له محارم لا يجوز التفكير فيهم بشهوة يجب أن يراعى الله فيهم ويحافظ عليهم.
المرحلة الثالثة
وتبدأ من ١٨سنة فيما فوق بالنسبة إلى هذه المرحلة يبرز دور الآباء في شرح مرحلة الزواج والعلاقات الجنسية بين المرأة والرجل بشكل شامل وبيان أهميته للحفاظ على النسل وواجب الزوج نحو زوجته ويجب أيضا زيادة الدور الطبي للتنبيه على خطورة الأمراض الناتجة عن العلاقات الجنسية الخاطئة أو الشذوذ الجنسي والتأكيد على تحريم مثل هذه العلاقات حيث يؤمن البعض من ضعاف الدين بالمثلية الجنسية مثل قوم لوط غير مبالين بتعاليم الدين الإسلامي و تطبيق الثقافة الجنسية في الإسلام مثل الإمام لودفيك محمد زاهيد الذي يدعو إلى المثلية الجنسية وقام ببناء مسجد للمثليين في فرنسا ووضع كتاب القرآن والجنس.