الثقافة الجنسية في الدين الإسلامي
الثقافة الجنسية في الدين الإسلامي، لا شك أن الجنس هو من بين الأشياء التي تدخل في طبيعة تركيب البشرية، و كون أنها فطرة حرص الدين الإسلامي الحنيف على وضع ضوابط و أحكام لها، وأهم ما في ذلك أنه عز وجل سن الزواج لكل قادر، لكن لابد من وجود رصيد معرفي صحيح حول الجنس وذلك بهدف أن لا يخرج عن السيطرة التي تتنافى مع ما تمليه طبيعة الإنسان، والثقافة الجنسية هي من بين المواضيع التي لم تغفل عنها تعاليم الدين الإسلامي.
تعريف الثقافة الجنسية في الدين الإسلامي
لكي نتعمق في جوانب هذا الموضوع وجب علينا أولًا معرفة معنى الثقافة الجنسية:
تعريف الثقافة الجنسية: هي تلك المعلومات الصحيحة والخبرات الموثوق فيها النابعة من مصادر سليمة، حول الموضوعات الجنسية وذلك تماشيًا مع التطور الفيزيولوجي والبلوغ الجسمي و كذلك التوازن النفسي للفرد، من غير الخروج على ما تمليه النصوص الدينية والأخلاق والأعراف المعمول بها في المجتمع، لكي يستطيع الفرد حل المشاكل و المواقف الجنسية بشكل واقعي وصحيح في نظر الدين والمجتمع.
الضوابط والأسس التي تقوم عليها الثقافة الجنسية
لقد عمل الدين الإسلامي الحنيف على وضع أحكام وضوابط تحمي الفرد وتصونه، سواء كان ذكرا أو أنثى، وتقيه من الانحراف وذلك تحريم التبرج وفرض الحجاب، والنهي عن الاختلاط والأمر بغض البصر وغيرها من ضوابط الثقافة الجنسية في الدين الإسلامي التي سوف نسردها في النقاط التالية:
- أولًا: منع الخلوة بين الرجال والنساء، فقد نهى الإسلام على دخول الرجال على النساء الغير محارم، بهدف زرع الفتنة والتخلص من نزعات و الوسواس الشيطاني فعن الصحابي الجليل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يخلون أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما).
- ثانيًا: الأمر بغض البصر، فهو من بين الأخلاق العالية والرفيعة للنفس، وكذلك كبح رغبة النظر والاطلاع على ما يجذب العين من مفاتن ومحاسن، والتخلص من أول الخطوات التي تنتهي بالفرد بالوقوع في الفتن وما حرم الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم (النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه)
- ثالثًا: من أهم ضوابط الثقافة الجنسية في الدين الإسلامي الزواج المبكر، يعتبر الزواج هو أساس الوقاية من الفتن وأحسن السبل للتعفف وتجنب الفواحش، فقد جاء في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) لكن هذا لا ينطبق في واقعنا نظرا لما نلاحظه من نسب كبيرة جدًا للشباب الغير متزوج نظرا لصعوبة المعيشة وغيرها من الموانع الاقتصادية والاجتماعية.
- رابعًا، الأمر بلبس الحجاب بالنسبة للنساء، فهو في الأول يصون الأنثى من الأذى على اختلافها سواء كان تحرشًا جنسيًا أو اغتصابا، وغيرها من المخاطر التي يلعب الحجاب دورًا مهمًا في الحد منها، وفي المقابل يعمل الحجاب على وقاية وعفة الرجال من الوقوع في الفتن، فقد جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)
- خامسًا، البعد عن أسباب الإثارة، وهذا يرجع بنسبة كبيرة إلى الوالدين وأولياء الأمور بتجنيب الطفل خاصة في مرحلة المراهقة، من شتى وسائل الإثارة وذلك بمراقبتهم عند استعمال التلفزيون أو الأجهزة الإلكترونية التي تحتاج إلى أنترنت لعملها و المجلات الغير أخلاقية، وفي المقابل يجب تقديم لهم البديل وتوجيههم إلى قراءة القرآن الكريم والتدبر فيه وعرض عليهم الكتب الأدبية و التعليمية المفيدة.
في نهاية ختامنا لهذا الموضوع نكون قد قدمنا لكم الثقافة الجنسية في الدين الإسلامي، إلى جانب أبرز الضوابط التي ترسم حدودا للثقافة الجنسية وفقا لما تمليه تعليمات الدين الإسلامي.
شاهد أيضا: أهمية الثقافة الزوجية