السنة والبدعة بالمولد النبوي | مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي 2021
محتويات المقال
عُرفت السنة بأنها ما تم نقله عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم من حيث الفعل، والقول، وتقرير أمر ما، بالإضافة إلى صفات النبي الخُلقية والخَلْقية والأمر يشمل قبل البَعثة وبعدها، كما أنها ما يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه، في حين عُرفت البدعة بأنها: استحداث للشيء من غير مثال سابق، فنحن كمسلمون مطالبون بعرض كل شيء على ميزان السنة والبدعة، ومن تلك السنة والبدعة في الاحتفال بالمولد النبوي.
شاهد أيضًا: إنجازات السيدات في المجتمع.
السنة والبدعة في الاحتفال بالمولد النبوي
- المسلم مطالب بعرض أفعاله وأقواله مقارنة بكل فعل أو قول أو تقرير لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم، أي السنة الواردة عنه صلوات ربي وسلامه عليه.
- فإن وافق فعلك فعل أو قول النبي أو تقريره لأمر ما، فأنت متبع لسنته صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يجب على المسلم فعله حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه: «إن من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذِ» وإلا فأنت أحدثت في الدين ما لم يكن له وجود أي ابتدعت، وحذرنا صلَّ الله عليه وسلم من ذلك حيث قال للصحابة: «إيَّاكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ».
- فإن عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي على ميزان السنة، لوجدناها أمر مستحدث، ليس له أصل في فعل النبي أو قوله أو تقريره، وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده لم يُقر أي أحد منهم هذا الأمر، وكذلك السلف.
الأسباب التي جعلت الاحتفال بالمولد النبوي بدعة
- لم يرد الاحتفال بالمولد النبوي في عهد النبي صلوات ربي وسلامه عليه، ولا أقامه الصحابة وكذلك لم يحتفل به الخلفاء الراشدين من بعده، ولا السلف، وكما أمرنا النبي باتباع سنته، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وأمرنا بالتمسك بها وعدم إحداث أمور عليها لأنها تؤدي إلى الضلالة.
- لأن هذا الفعل أمر مستحدث من قِبل الشيعة الفاطميون، لم يأت به دليل من قرآن أو سنة على فعل النبي له، وكان الهدف من فعله هو التقرب إلى الله تعالى، فمن فعل أمر يبتغي به التقرب إلى الله تعالى ولم يأتي به رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، أو لم يقول عنه أو يُقر به فما هو إلا اتهام للنبي صلَّ الله عليه وسلم بالتقصير في إبلاغ الدعوة، وأنه أخفى أمر من الدين لم يقول به، وأن ما جاء به أفضل مما جاء به النبي، وهذا بخلاف ما جاء في القرآن والسنة، لأن الله تعالى أخبرنا أنه أكمل الدين كما قال جلَّ وعلاَّ: {اليوم أكملت لكم دينكم}.
- عند الاحتفال بالمولد النبوي فهذا فيه تشبه بيننا وبين النصارى في احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام، وجاء عن النبي صلوات ربي وسلامه عليه ضرورة عدم التشبه بالكفار، حيث قال: «خالفوا المشركين».
- أن عند رؤية السنة والبدعة في الاحتفال بالمولد النبوي فتح باب المغالاة والغلو في رسول الله، وقد تقود البعض إلى سؤاله ودعائه والاستعانة به، وهو من الأمور الشركية.
- كذلك من مظاهر الاحتفال ما هو محرم كالغناء، والرقص وادعاء الإنشاد الديني وما هو إلا قصائد شركية كما هو الحال في قصيدة البردة، ومثيلتها، وجاء عنه صلوات ربي وسلامه عليه أنه نهى عن المغالاة في مدحه حيث قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله»، وكما جاء في قول الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} [النساء:171].
- إحياء مثل هذه البِدع قد يكون سبب في فتح الباب على بِدع أخرى يستغل بعض الجهال مثل هذه الاحتفالات وغيرها من الأمور التي يراها الناس أمور حسنة وهي في حقيقة الأمر السم المسدوس في العسل، فهي تُلبس على الناس الحق، وتبعدهم عن اتباع السنة، والتقيد لها وإن كان من وجهة نظر البعض كُره لرسول الله لأنهم لم يحتفلوا معهم بيوم مولده، الذي فيه خلاف أصلاً بين الناس، فمنهم من قال بأنه في ربيع الأول، ومنهم من قال بأنه في رجب.
دلائل حب النبي
- محبة النبي لا تكون بالترانيم والاحتفالات والغناء والرقص، ولكن المحبة تظهر في الجوارح والسلوك والفعل للإنسان، فهناك من الشواهد والمظاهر التي تدل على أن هذا الشخص يُحب بصدق أو بادعاء، وكذلك أن هذه المحبة تسير في طريقها الصحيح أم أنها تحيد عن الحق، لذلك فإننا نقيس الاحتفال بمقياس السنة والبدعة في الاحتفال بالمولد النبوي:
- فمن دلائل محبة الرسول طاعته صلوات ربي وسلامه عليه، واتباعه، فأقوى دلائل المحبة موافقة المُحب في كل شيء، وإلا فإن هذه المحبة ادعاء كاذب، فأول الشواهد على المحبة هي الاتباع كما قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} [آل عِمْرَان: 31] فالله سبحانه وتعالى ربط بين حبه تعالى وبين اتباع النبي.
- كذلك من مظاهر حب النبي التأدب معه صلَّ الله عليه وسلم، وتوقيره.
- كذلك من مظاهر حب النبي الثناء عليه صلوات ربي وسلامه عليه بما يستحق، وتقديم قول النبي على قول أي أحد، وعدم رفع الصوت عليه، وكثرة الصلاة عليه صلَّ الله عليه وسلم.
- من الشواهد القوية على محبة النبي الرجوع والاحتكام لشريعته وسنته في كل شيء، والله عزَّ وجل ربط بين إيمان العبد الكامل وبين الرضا بحكم رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
- كذلك محبة النبي تظهر في الدفاع عن سنته، ضد المبطلين، والمشككين، مع الاهتمام بضرورة نشر سنته صلوات ربي وسلامه عليه، وتجنب أي شيء مستحدث في الدين، وكذلك عدم فعل أي أمر لم يفعله النبي أو لم يُقره أو يقول عنه.
مظاهر البدعة في محبة النبي
- اختلف مفهوم المحبة عند كثير من الناس في العصور الحديثة، فبعد أن كان مفهوم المحبة هو إيثار النبي عن أي مخلوق، وطاعته واتباعه، أصبح المفهوم الحديث هو المغالاة فيه، ودعاؤه، وعبادته.
- كذلك من البدع في حب النبي تأليف الصلوات عليه بما لم يرد في السنة، وإنشاد المدائح والقصائد التي تدل على الاستغاثة به، وإقامة الموالد.
- في بعض الأحيان قد تصل البدعة في محبة النبي إلى حد المغالاة الذي يؤدي إلى الشرك، ورفعه صلوات ربي وسلامه عليه إلى منزلة الألوهية، حيث أُخرج من منزلة البشرية.
شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بالمولد النبوي.
وختامًا يجب على المسلم أن يفهم المعنى الحقيقي للمحبة، ولا يحيد وينحرف عن هذا المفهوم حتى لا يقع في فخ البدعة، ولكن المحبة تعني اتباع منهج النبي، وتعظيمه وتقديم قوله، فكل فعل يؤديه المسلم يجب أن يعرضه على السنة، وإلا فهو يفتح على نفسه باب البدعة، ومن نظر إلى السنة والبدعة في الاحتفال بالمولد النبوي، والتجمع بهدف الإنشاد والمديح أن أبسط ما يُقال في هذا الأمر أنه لو كان خيراً لسبقنا إليه السلف.