العلاقة الزوجية في وجود الأطفال
محتويات المقال
العلاقة الزوجية في وجود الأطفال من أكثر الأمور التي تشغل بال العديد من الأزواج خاصة المقبلين على ولادة طفل جديد، حيث تتأثر علاقتك الزوجية بعد إنجاب أطفالك ولا تجد أنت وشريكك الوقت الكافي للاستمتاع بممارسة العلاقة الزوجية في وجود أطفال تبكي أو الصغار الذين يحتاجون للعناية والاهتمام مما يصيب العلاقة بالفتور، ترى كيف يؤثر وجود الأبناء على العلاقة الحميمة؟ ويبقى السؤال الأهم كيف يمكن للأزواج التعامل مع هذه المشكلة؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
هل يمكن ممارسة العلاقة الزوجية في وجود الأطفال؟
العلاقة الزوجية في وجود الأطفال تتأثر كثيراً عن العلاقة قبل وجودهم، ويختلف تأثير وجود الأطفال الصغار على العلاقة الزوجية باختلاف المرحلة العمرية للطفل، فعندما يكون الطفل رضيعاً يختلف تأثير وجوده على العلاقة عما إذا تجاوز الطفل الأعوام الأولى من عمره.
عندما يكون الطفل رضيعاً يمكن أن يقوم الزوجين بممارسة العلاقة الزوجية أمام الطفل خاصة إذا كان لايزال في الأشهر الأولى من عمره؛ فالطفل في هذا العمر لا يستطيع إدراك ما يحدث حوله، ولكن قد يؤثر بكاء الطفل في أية لحظة على العلاقة فلا يستطيع الزوجين الاندماج في العلاقة والشعور بالتوتر وعدم حصولهم على المتعة المطلوبة.
بمجرد أن تظهر على الرضيع علامات التركيز وإعطاء الاهتمام إلى شيء بعينه يجب على الزوجين توخي الحذر بشأن العلاقة، ويفضل عدم ممارسة العلاقة الزوجية أمام الطفل، حيث يشعر الطفل بالغرابة عند مشاهدة ذلك، ويبدو هذا الأمر محيراً له ومصدر قلق وخوف، وقد يظن أن الأمر فيه شيء من العنف أو الضرب فيبدأ في البكاء.
بشكل عام إذا كان الطفل موجود في نفس الغرفة ومهما كان عمر الطفل يفضل أن تتم ممارسة العلاقة الزوجية أثناء نوم الطفل في المهد الخاص به دون إصدار أية أصوات، وإذا حدث وقام الطفل بمشاهدة ما يحدث لن يؤثر ذلك فيه لفترة طويلة وسوف ينسى ما حدث بشرط عدم تكراره أمامه.
أما إذا كانوا أطفالا كبار للحد الكافي لفهم ما يحدث حولهم فلا يجب بأي حال أن يتواجد الصبي في نفس الغرفة أثناء ممارسة العلاقة، حيث أن الأطفال يميلون إلى تخزين كل ما يشاهدوه في ذاكرتهم واسترجاعه لاحقا، ويمكن أن يدفعه الفضول لتجربة ما شاهده مع طفل آخر، وإنما يجب التفكير في حلول أخرى للاستمتاع بالعلاقة بعيداً عن أطفالك.
كيفية الحفاظ على العلاقة الزوجية بعد الإنجاب
كيفية الحفاظ على العلاقة الزوجية بعد الإنجابيطرح الكثير من الأزواج خاصة النساء سؤال كيف أحافظ على العلاقة الزوجية في وجود الأطفال وخاصة بعد أن ينجبون الطفل الأول؟ كيف تستطيع الزوجة التمتع مع زوجها بحياة جنسية سليمة؟ إليكِ هذه الحلول:
خلق المزيد من اللحظات الرومانسية
تجديد العلاقة الزوجية بعد إنجاب الأطفال أمر مطلوب للحفاظ على العلاقة الحميمية، ومن أهم سبل تحقيق ذلك خلق اللحظات الرومانسية التي تزيد من اللهفة والرغبة بين الزوجين، ومن الأمثلة على هذه اللحظات عشاء رومانسي وحدكما.
الاتصال الجسدي اللاجنسي
إذا لم يجد الزوجان الوقت الكافي لممارسة العلاقة الحميمة فإن الاتصال الجسدي اللاجنسي واللمسات قد تفعل الكثير، كما يساعد ذلك على تدعيم العلاقة وزيادة الترابط والاتصال الروحي بين الاثنان وزيادة هرمون السعادة.
الحديث بصراحة عن العلاقة الحميمة
يساعد القيام بحديث مع الشريك عن العلاقة الحميمة على زيادة التواصل بين الزوجين، حيث يتحدث كل منهما عما يزعجه في العلاقة، وعن متطلباته، وما يفضله، وسماع رأي الطرف الآخر.
تجديد العلاقة الزوجية
بعد إنجاب الأطفال والانشغال في دوامة المسئوليات، تصبح العلاقة الحميمة بين الزوجين روتينية وتقتصر على الجماع والاتصال الجسدي فقط، لكن من الأفضل التجديد في العلاقة من خلال اللحظات الرومانسية، المداعبة قبل العلاقة، وغيرها من الطرق الفعالة.
تقبل الوضع الجديد
هذه المرحلة الفاصلة من شأنها أن تسبب حدوث فتور وتباعد بين الزوجين لوقت طويل، لذا فإن أفضل الحلول هو بالحديث عن الوضع الجديد ومحاولة كل طرف مساعدة الطرف الآخر لتقبل الوضع الذي يفرضه ممارسة العلاقة الزوجية في وجود الأطفال بمرونة والاقتناع بأنها مجرد مرحلة وسوف تنقضي وبهذا تنشأ الثقة بينهما.
كيف استمتع بعلاقتي الزوجية وأطفالي في المنزل؟
كيف استمتع بعلاقتي الزوجية وأطفالي في المنزليعتقد البعض أن استمرار الاستمتاع بإقامة العلاقة الزوجية في وجود الأطفال في المنزل أمراً مستحيلاً، ولكن مع القليل من التنظيم سوف يسير الأمر بأفضل ما يرام، هذه بعض الحلول للمساعدة على ذلك:
- يجب على الآباء تنظيم وقتهما وخاصة تنظيم وقت النوم، وتعويد الأطفال على النوم مبكراً، هذا من شأنه أن يعطي الزوجين مساحة لمزيد من الشعور بالخصوصية لبعض الوقت بعد نوم الأطفال.
- تجنب ممارسة العلاقة الزوجية بأي شكل أثناء فتح باب حجرة النوم حتى لو كان الأطفال نائمين.
- تعويد الطفل على احترام الخصوصية، وأن لأبويه الحق في الحصول على قدر من الراحة والخصوصية في غرفة نومهما، وعليه ألا يزعجهما أو يقتحم الغرفة دون استئذان.
- الحرص على عدم وصول أية أصوات للأطفال في الخارج أثناء ممارسة العلاقة الزوجية في غرفة النوم، ولتجنب ذلك يمكن تشغيل التلفاز أو الموسيقى أثناء ذلك حيث يسمح ذلك لهما بزيادة الاستمتاع.
- تربية طفلي وتعويده من صغره على النوم بمفرده في غرفة خاصة به، وأنه عندما يخاف عليه الاستعانة ببعض آيات من القرآن وحينها سينتهي الخوف.
- يمكن للأم محاولة إشغال الأطفال بالقيام بأشياء ممتعة يحبونها أهمها ممارسة هواية مفضلة مثلاً، أو مشاهدة بعض الرسوم المتحركة، واغتنام هذه الفرصة للحصول على أوقات مثيرة وممتعة برفقة زوجها.
نصائح لممارسة العلاقة الزوجية في وجود الأطفال
العلاقة الزوجية في وجود الأطفالالحفاظ على ممارسة العلاقة الزوجية في وجود الأطفال أمراً لابد منه للحفاظ على أمن واستقرار البيت وعلاقة الزواج ككل، ولا يمكن السماح لمشاعر التعب والشعور بالإجهاد التي يعاني منها الزوجين طوال اليوم من أن تقتل الرغبة في الحصول على قسط من المتعة معاً في نهاية اليوم.
هذه أهم النصائح التي تساعد كل أب وأم على تحقيق هذا:
- من النصائح الهامة للزوجين السماح للأبناء بقضاء يوم أو يومين في الاسبوع عند أحد الأقارب أو الأهل واستغلال هذه الفرصة في تجديد العلاقة الجنسية بينهما واستعادة الذكريات، هذا يساعد على تقوية الروابط بينهما وإقامة علاقة متينة.
- من الممكن أيضاً أن يأخذ الزوجان أجازة بمفردهما وترك الأطفال مع الجدة والذهاب إلى أحد الأماكن الهادئة، واستغلال عدم تواجد الأبناء في تجديد العلاقة والاتصال بين الزوجين لجعل مشاعر الحب قوية بينهما.
- قيام الزوج بمشاركة زوجته في أمور المنزل وتلبية متطلبات الأبناء، هذا من شأنه أن يخفف التوتر عن الزوجة ويوفر لها الوقت للاعتناء بنفسها، وفي نفس الوقت يتيح لهما مشاركة وقت أطول معاً، فيصبح جميع أفراد الأسرة سعداء.
- الاتفاق بين الزوجين على تحديد وقت معين كل يوم بعد الانتهاء من جميع المسؤوليات لإقامة جلسة رومانسية وممارسة العلاقة الزوجية والالتزام بذلك قدر المستطاع للحفاظ على العلاقة بين الزوجين.
تحتاج العلاقة الزوجية في وجود الأطفال إلى التعامل بذكاء وحكمة لتصل لبر الأمان، وهذا ما يفعله الرجال والنساء السعداء في حياتهم الزوجية, حيث يجب تنظيم الوقت بين الأطفال والمسئوليات وبين العلاقة بين الزوجين؛ فهي الأساس الذي يرتكز عليه المنزل وهي السر وراء تعزيز روابط أفراد الأسرة، وبدون علاقة حميمية ناجحة سوف ينهار هذا الأساس شيئاً فشيئاً، ولا يجب أبداً الاهتمام بالأبناء على حساب العلاقة الزوجية وإهمالها فهي من اهم متع الحياة.
شاهد أيضا: هل العلاقة الحميمة تقوي الحب