الاسرةالعلاقة بين الازواج

الممارسة الشرعية بين الزوجين

محتويات المقال

الممارسة الشرعية بين الزوجين هي ممارسة العلاقة الحميمية أو الجماع والاستمتاع ببعضهما البعض في إطار الحدود التي وضعها الله تعالى من خلال البعد عن الأمور المحرمة في الجماع، والاستمتاع بما دون ذلك من الأفعال المسموحة، وبذلك تُحفظ كرامة الزوجين ويصبحا في منأى عن الأمراض والمخاطر الجنسية، ولكن ما هي حدود هذه الممارسة الشرعية؟ ما هي الأمور الجائزة والأمور المُحرمة؟ وهل توجد آداب للجماع؟ هذا ما سنتعرف عليه.

حدود الممارسة الشرعية بين الزوجين 

حدود الممارسة الشرعية بين الزوجين تضمن تحقيق أهداف الزواج في الإسلام، وحصول كل طرف على المتعة الحلال ضمن الحدود الشرعية دون تخطيها.

وتتضمن هذه الحدود الأمور المباحة بين الزوجين في الإسلام، والأمور المحرمة التي لا يجب على الزوجين الاقتراب منها، وأيضاً الأمور المكروهة أو غير المستحبة.

الأمور المباحة بين الزوجين

من خلال حديثنا عن الممارسة الشرعية بين الزوجين نتعرف على الأمور المباحة والجائزة بين الزوجين في العملية الجنسية فيما يلي:

  • كفل الدين الإسلامي للزوجين التلذذ ببعضهما البعض في أي وقت وبالكيفية التي يريدونها طالما أن الممارسات الجنسية لم تشتمل على أحد المحرمات.
  • حيث يجوز لكلا منهما الاستمتاع بجميع الأشكال من المسح، والنظر، واللمس، والتقبيل، والإيلاج، وغيرها الكثير من أنواع التلذذ والاستمتاع.
  • كما أن الرجل يجوز له أن يجامع زوجته في قبلها أي في فرجها من أي مكان يريده سواء كان ذلك من الأمام أو الخلف بشرط أن يكون في قبلها أي في الفرج وليس في الشرج، وقبلها تعني مكان خروج الولد.
  • كما أنه من الأمور الجائزة أيضاً العزل في حالة لم يُرد الزوجان حدوث الحمل، ولكن بشرط موافقة الزوجين على ذلك، ويمكن القيام بذلك من خلال استخدام الواقي الذكري أو القذف خارج الرحم.
  • من الأمور الجائزة أيضاً أن ينام الزوجان بعد الجماع مباشرة ويؤخرا الغُسل إلى ما قبل الصلاة، ولكن من المُستحب التوضؤ قبل النوم.
  • يجوز للرجل التمتع مع زوجته خلال فترة حيضها، وأن يتمتع الزوجان ببعضهما البعض بكل الطرق ولكن دون حدوث الإيلاج.

الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية 

بعد أن تعرفنا الأمور الجائزة في الممارسة الشرعية بين الزوجين دعونا نتعرف على الأفعال المحرمة التي يجب الابتعاد عنها في العلاقة الجنسية:

العلاقات الزوجية

1- جماع الدبر

  • معناه أن يجامع الرجل زوجته في دبرها، أي يحدث الإيلاج بإدخال القضيب في فتحة الشرج، وذلك بدلاً من الإيلاج في الفرج وهي الممارسة الشرعية بين الزوجين والفطرة الصحيحة التي فطرنا الله بها.
  • وهو من أكثر المحرمات في الجماع، حيث أن الدبر هو مكان خروج الفضلات، والجماع فيه يعرض الزوجان للكثير من الأمراض الخطيرة، كما أن هذا المكان غير مُهيأ للإيلاج وقد تُصاب المرأة بالشرخ الشرجي.

2- جماع العبادات

  • يُقصد بهذا النوع من الجماع أن تتم الممارسة الحميمة بين الرجل والمرأة في أوقات العبادات، وأهمها أثناء الصيام في شهر رمضان في الوقت من بعد أذان الفجر وحتى أذان المغرب.
  • كما يُمنع أيضاً ممارسة الجماع بين الزوجين أثناء أداء فريضة الحج، وخلال القيام بالإحرام فهذه من أكثر المحرمات.

3- الجماع الدموي 

  • يُقصد بالجماع الدموي هو قيام الرجل بجماع امرأته في فترة حيضها أثناء الدورة الشهرية، وأيضاً الجماع في وقت النفاس أي بعد ولادة المرأة ونزول دم النفاس.
  • حيث يتسبب الجماع الدموي في فترة الحيض والنفاس في حدوث الالتهابات والتقرحات الجلدية في الأعضاء التناسلية للمرأة والتي تنتقل للرجل، وأيضاً خطر الأمراض المنقولة جنسيا مثل فيروس الورم الحليمي وغيرها، ويمكن الاكتفاء بالمداعبات الجنسية الأخرى.

4- استخدام أدوات وآلات أخرى في الجماع

  • يقوم بعض الأزواج باستخدام بعض الأدوات التي يتم إدخالها في مهبل المرأة أثناء الجماع، أو استخدام الأعضاء الصناعية وغيرها من المواد المستحدثة المستخدمة في زيادة الشهوة وغيرها.
  • هذه الأدوات مُحرمة لما لها من تأثير ضار على الصحة، حيث منها ما يحتوي على مواد ضارة قد تتسبب في حدوث السرطان، أو التعرض للالتهابات والطفح الجلدي.

5- الجماع أثناء فترات المرض الخطيرة

  • قد يتسبب حدوث الجماع بين الرجل والمرأة أثناء فترة مرض أياً منهما بمرض خطير في انتقال العدوى للطرف الآخر، أو انتقال الجراثيم والفيروسات.

6- مشاهدة الزوجين للأفلام الإباحية

  • يُحرم على الزوجين قيامهما بمشاهدة الأفلام الإباحية أو المشاهد الجنسية المثيرة حتى لو قام الاثنان بالمشاهدة معاً بغرض الإثارة الجنسية، لما تحتويه هذه الأفلام من مشاهد محرمة وإظهار العورات.

7- ابتلاع المني 

  • يقوم بعض الأزواج بممارسات جنسية تؤدي إلى ابتلاع أحد الطرفين المني والسائل الذي ينزل من الطرف الآخر، إلا أن هذا السائل يكون نجس لذا فإن ابتلاعه من المحرمات.
  • وقد يتم القيام بابتلاع المني من خلال القيام بالجنس الفموي الذي يقوم على لعق وامتصاص الأعضاء التناسلية عن طريق الفم، وقد يقوم أحد الطرفين بإنزال السائل الخاص به أثناء ممارسة الجنس الفموي فيبتلعه الآخر.
  • وعلى الرغم من أن الجنس الفموي غير مستحب إلا أنه في حد ذاته جائز إذا ما لم يتم فيه ابتلاع المني.

8- إفشاء ما يحدث أثناء العلاقة للغير

  • من أشد الأمور المحرمة بين الزوجين قيام أحدهما بإفشاء سر الآخر، وإخبار الآخرين بما يحدث بينهما أثناء العلاقة.

الأفعال المكروهة بين الزوجين 

حتى تتم الممارسة الشرعية بين الزوجين لا يجب الاكتفاء بفعل الأمور المباحة وتجنب الأمور المحرمة فقط، بل إن هناك بعض الأفعال المكروهة يجب تجنبها، ويُقصد بالمكروهة هي الأمور الجائزة ولكنها غير مستحبة، نشكر منها ما يلي:

العلاقة الحميمة
  • قيام الزوجين بالجماع في الأوقات التي تسيطر عليها حالة من الخوف أو التوتر أو القلق، حيث أن هذا يؤثر على الزوجين وعلى الحمل.
  • من الأمور المكروهة أيضاً قيام الرجل بجماع زوجته في اتجاه القبلة، بل يجب أن تكون عملية الجماع في غير اتجاه القبلة.
  • ممارسة العلاقة على مرأى من الجميع في المنزل، أو قيام الزوجان بممارسة الجنس مع معرفتهما بوجود صبي في المنزل قريب منهما يستطيع سماعهما أو رؤية ما يحدث بينهما.
  • من الأفعال غير المستحبة أيضاً الجماع بعد تناول الطعام مباشرة وامتلاء المعدة.
  • وأخيراً يُكره ممارسة الزوجين للعلاقة الحميمة بعد الاحتلام مباشرة وقبل الاغتسال منه.

آداب الجماع في الإسلام 

من أهم قواعد الممارسة الشرعية بين الزوجين في الإسلام اتباع آداب الجماع، فما هي آداب الجماع في الإسلام؟ نتعرف على ذلك فيما يلي:

  • قبل قيام الزوجين بالجماع يجب القيام بالبسملة والاستعاذة من الشيطان الرجيم.
  • يجب قبل البدء في العلاقة أن يُخلص الزوجان نيتهما لله تعالى، وأن تكون النية بذلك حفظ النفس والأهل عن الحرام، واستمرار نسل الأمة من خلال التكاثر الجنسي.
  • البدء بالمداعبة بشتى سبلها بين الزوجين، وأن يقوم الزوج بمداعبة زوجته باللمس والتقبيل ومداعبة أماكن الإثارة حتى تصل الزوجة إلى قمة إثارتها، وعدم التعجل في المداعبة أو ترك الزوجة دون أن تكون قد وصلت إلى قمة نشوتها واستمتاعها.
  • من آداب الجماع أثناء الممارسة الشرعية بين الزوجين أيضاً القيام بإشعار الحب بينهما من خلال كلمات الحب والغزل التي تحرك العاطفة أثناء العلاقة.
  • وأخيراً بعد الانتهاء من الجماع يجب على الزوجين القيام بالاغتسال من الجنابة.

ينبغي في الممارسة الشرعية بين الزوجين أن تكون الممارسات والأفعال تقوم طبقا لاتفاق الطرفين ضمن الإطار الشرعي للعلاقة، فلا يجب إجبار طرف على القيام بأمور لا يريدها، أو أن تتضمن هذه الممارسات أمور مؤذية تنطوي على العنف مثل قيام أحدهما بضرب الطرف الآخر أو عضه أو قرصه والتلذذ بتعذيبه، كما يجب أن تتم العلاقة برغبة الطرفين، وعدم القيام بالاغتصاب الزوجي؛ فنحن لسنا حيوانات تدفعنا الغريزة، وإنما تجمعنا علاقة جنسية راقية قائمة على الحب والعاطفة.

 

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى