القصص

تلك النظرة قصة مشوقة للغاية – بين شرود عقله وحزن قلبه جلس تائها، عيناه مثبتتان

محتويات المقال

 تلك النظرة

بين شرود عقله وحزن قلبه جلس تائها ، عيناه مثبتتان على السماء تراقبان حركة النجوم البطيئة من فتحة السقف الخاصة بسيارته الباهظة ، يحمل بين أضلعه الكثير من الحديث لكنه يشعر بالوحدة دائما لا يجد من يستمع إلى دقات قلبه الحزينة ، غلبه النعاس ولم يشعر كم مضي من الوقت وهو على تلك الحالة…

– حقا أنني سئمت و فاض بي الكيل من ذاك العمل المرهق ألم يجدوا غير ليرسله في تلك المهمة الرجال يملؤون الشركة أذلك عدل أن يتم ارسال فتاة لهذا البلد النائي البعيد.

IMG 20211003 WA0003

افتضبت “إيمان” حديثها مع نفسها بصرخات تصدر من فمها برعب عندما رأت أمامها مجموعة ليست بالقليلة من الكلاب الضالة الجائعة تحاصرها من جميع الاتجاهات ، بالكاد ترى عيونهم الحمراء و انيابهم التي يسيل منها اللعاب القذر ، ايقنت انها ستكون وجبة شهية لهم حين اقترب منها كلبان وبدا بالتهام طرف فستانها الطويل حتى تمزق الي ركبتها تقريبا، ظلت تصرخ حتى استيقظ ذلك النائم بسيارته فزعا فأسرع واضاء ضوء السيارة الامامي ، صعق من مشهد الكلاب المتراصة حولها ، تشتت انتباههم بصوته الثائر عليهم  حتى يلتقط  مسدسه من الحقيبة المجاورة له على المقعد المقابل له ، خرج من السيارة وأطلق رصاصة بالهواء أفزعت الكلاب وركض كل كلب باتجاه مختلف ، اقترب من الفتاة بحذر قائلا بصوت مضطرب

 – هل انتي على ما يرام؟!

كل ما كانت تشعر ” ايمان ” به هو الخوف والذعر فقط، كلما نظرت إليه صرخت حتى ازعجته فصرخ بوجهها ان تصمت فاقتربت صراخها وهي تنظر له بإحراج، هتف بنفاذ صبر:

– ما هذا الإزعاج الذي يصدر منك أشعرتني بالملل إلى أين تتوجهين أو من أي مكان أتيت في تلك الليلة السوداء ما هي قصتك يا آنسة تحدثي توقفي عن الصراخ الذي يصم الآذان.

ارسلت اليه نظرات متغاظة قبل أن تجيبه بكبرياء:

– ما ِشأنك أنت يا هذا هل طلبت مساعدتك لكي تنهرني هكذا اذهب لعملك واتركني لعملي!

انتهت من جملتها الاخيرة وعقدت ذراعيها امام صدرها رافعة راسها لاعلي بشموخ يتخلله الاحراج الشديد مع بعض من العناد!

IMG 20211003 WA0004

تأفف بضيق قائلا بصوت خفيض:

– النساء حقا مملات سخيفات..

رفع صوته قليلا لكي تسمعه وهو يسألها:

– حسناً ما الذي يتوجب على فعله الآن هل أذهب بطريقي واتركك هنا وحدك؟!

طرقات متتابعة متوترة اهدتها قدمها اليسرى إلى الأرض وهي تقول بثقة:

– أجل تفضل بالذهاب.

كانت تظن انه يحايلها قليلا او على الاقل سيعيد عليها عرضه لمساعدتها مرة أخرى وقتها فقط استقبل بكبرياء لكنها تفاجأت به يعطيها ظهره متجها الي سيارته صاعدا إليه مغلقا بابها خلفه!

نظرت حولها بهدوء ينم عن الكثير من الفزع، واخيرا استقرت مقلتيها على ذلك المتكبر الغليظ وهو يعقد ذراعيه خلف رأسه متكأ عليهم استعدادا للذهاب في النوم دون أدنى شعور بالمسئولية تجاهها حتى من باب الرجولة..

يبدو ان الرجال محقين بشأن مقولتهم السخيفة ان عقول النساء محلها المطبخ فقط!

هندمت ” ايمان ” حجابها الذي تغيرت معالمه فاصبح فوضوي ، احتضنت الدفاتر الخاصة بعملها ، تقدمت بعض الخطوات الخائفة الى الامام ، تراجعت فجأة عندما سمعت نباح كلب ، تسمرت مكانها و أعلن قلبها عن بداية طريقه طبول الخوف الداخلية لها ، لم تجد امامها الا ان تترك تيبس رأسها جانبا وتتوجه الى ذاك الغليظ لكي تحتمي به ،  طرقت زجاج نافذة سيارته برعب ، فتح عيناه يطالعها بنظرة واثقة من عودتها والاستنجاد به ، تمهل وهو ينهض قاصدا التباطؤ لكي يعزف علي أوتار خوفها الظاهر أمامه ويلقنها درسا في الأدب ، صرخت بذعر عندما لمحت كلبا يركض باتجاهها ، فزع عندما شعر بالخطر الحقيقي يحيط بها ففتح لها الباب سريعا ، صعدت الي السيارة والعبرات تتساقط من مقلتيها كصنبور تُرك مفتوحا!

حاول تهدئتها بقوله الهادئ:

لا تخافي إنك الآن في أمان لن يستطيع الكلاب الضالة أن يصلوا اليك داخل العربة اطمئني!

ارتفع صوت نحيبها أكثر كلما تحدث إليها، وكأن صوتها الباكي الصارخ كان بمثابة اجراس قوية تدق رأسه فصرخ بها لكي تصمت شعرت انها لابد ان تغادر ذلك الشخص سريعا ولكنها بحاجة إليه لتحتمي من تلك الكلاب الضالة.. احتضنت دفاترها بمحاولة منها لبث بعض الطمأنينة لقلبها الرقيق.. شعر بالندم عندما نظر إليها ووجدها بتلك الحالة فأخذته الرأفة واعتذر منها بهدوء.. هزت رأسها ببطء دليل على تقبلها لأسفه الهادئ…!!

– ماذا تفعلين هنا في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟!!

باغتها بذلك السؤال فأشارت إلى دفاترها بشكل تلقائي وهي تجيب بقلة حيلة:

– للأسف إنه العمل ومتاعبه حتى أنه في المصالح الحكومية يوجد ما يسمى (بالواسطة والمحسوبية) بمعنى أن بمقدورهم إرسال رجل او شاب في الشركة تكتظ بهم لكنهم فضلوا ارسال فتاة مثلي في ذاك المكان المخيف ليلا إنني مضطرة كثيرا على العمل لهذا قبلت دون التفوه بحرف.

أسند رأسه للخلف ع مقعد السيارة وجعلها تشعر بالخجل من وثرثرتها الزائدة

تنحنحت بحرج ثم قالت

– اممم انا اسفه اتحدث كثيرا ..!

اجابها بحزن

– لا عليك أنا المتأسف لك لأنني في مزاج سيء وعاملتك بعصبية ..

صمت لبرهة ثم تابع

هيا بنا لنتحرك من هنا…!

أدار محرك السيارة عدة مرات لكن لا حياة لمن تنادي.. أمامه إشارة أن الوقود نفد.. ضرب المقود بيده بقوة وهو يصرخ لعن حظه المشئوم.. ابتلعت ريقها بصعوبة خوفا من حالته المزرية.. تنفس ببطء على يريح صدره الضيق ببعض من ذرات الهواء النقي عندما فتح النافذة..!!

تابعته ايمان بنظراتها المتفحصة المتعجبة فقررت مبادرته بالقول:

– لا يوجد أية مشكلة أنت فقط تذكر مكان سيارتك وهيا بنا للرجل إنني أحفظ المكان جيدا.

هبطا من السيارة معا بحذر واخذتهم اقدامهم في رحلة مرهقة إلى أقرب موقف للحافلات …!

قالت ” ايمان “بصوت عالي

– هل لي أن أعرف سبب حزنك يبدو عليك أنك إنسان حزين حقا؟!!

توقفت اقدامه تلقائيا وأغمض عينيه بألم ولم يستطع لسانه تحرير اي كلمه للرد على سؤالها.. وأكملت حديثها قائلة بتطفل

– أتعلم أنك تذكرني بالبومة …!!

التفت اليها بحدة وعلامات الاستفهام تغزو معالم وجهه الغاضب

قهقهت بمرح قائلة:

– ماذا بك هل ستضربني اسمعني.. انك فعلا تذكرني بالبومة انا اقف معك بمقربة الثلا٣ ساعات تقريبا معاك وجهك عابسا ولسانك قليل الحديث كالقطرات تخرج من فمك وحركاتك بطيئة حاول أن تضحك للحياة لكي تضحك لك ..!!

احمرت عيناه من كثرة الغضب وصرخ بها قائلا:

– إذا لم يعجبك وجهي وقلة حديثي وأسلوبي فتفضلي من أمامي ولا تختلف طرقنا هيا.. فاض بي الكيل من ثرثرتك الفارغة وكأنك ابتلعتِ جهاز راديو..!!

انطلقت قدماه مسرعة بعد انتهائه من افراغ شحنة غضبه بوجهها تاركا اياها في الظلام وحدها غير مكترث لما ستلاقيه بمفردها ليلا.. ِ

تفرقت الطرق وانطلق كل منهم في طريق مختلف لكن ليس بالبعيد بعد.. كان يمشي هائما على وجهه تدور بها الأرض بما رحبت يتذكر حياته السوداء البائسة حتى سمع صوت صراخها العالي فتوقف متأهبا يحاول تحديد مكانها بسرعة.. أريكة صراخها المستمر فذهب مسرعا الي مصدر الصوت فوجدها تجلس على الأرض واضعة يديها على وجهها وصوت انتخابها لا يتوقف…!

انحني بجذعه الطويل ليطمئن عليها قائلا بلهفة:

-ماذا حدث هل انتي بخير ..؟!

رفعت وجهها ببطء ثم ضحكت بصوت عالي قائلة بمرح

– ضحكت عليييييك إنني على خير حال ولكني أردت اللعب معك قليلا …!!

كور قبضته بعنف وقبل أن يضرب الشجرة بقوة.. نهضت ” ايمان “من مكانها وهي تكمل ضحكها وتقول:

– حاول أن تهدأ.. لكن أخبرني بصراحة ما رأيك بحنكته أجبرتك على الركض نحوي.. لا أدري ما الذي أصاب رجال هذا الزمان هل من الشهامة أن تترك فتاة مثلي وحدها هنا.؟

اجابها بصوت منزعج:

– يا الله يا مثبت العقل والدين إنني حقا لا أفهم ما فائدة وجود النساء في تلك الحياة.

– اجابته بتحدي قاصدة اغاظته

– لكي نقلل راحة الرجال بالطبع …!!

استمر بالسير معا على نفس الوتيرة هي تحاول اغاظته وهو غاضب عابس حتى لو اضحكت بعض كلماتها يكتم بداخله اي ضحكة او تعبير جيد لها …!!

حتى استطاعت اضحاكه ولكن ضحكته لم تكتمل.. تعثرت قدمه بحجر كبير لم تستطع عيناه أن تراه في الظلام هل هو فعلا كالبومة كما وصفته.. ????!!

آلمته قدمه كثيرا ونزفت القليل من الدماء.. انارت “ايمان “مصباح هاتفها لكي تري جرحه جيدا.. ليس بالجرح العميق ولكنه مؤلم حقا…!!

تلك النظرة * عندما رفعت عيناها عن الجرح.. التقت عيناهما بنظرات غريبة لم يستطيعا تحديدها.. هتف هو بتساؤل

– ما هو لون عيناكِ …؟!

دق قلبها بعنف فأخذ مدته بقولها المازح:

– لونها وردي ولكنها تتغير للون الأصفر في المساء …!!

ابتسم ونظر الى الارض بتعب وقالت بمرح:

– ما هذا إنك تستطيع الضحك مثلنا.. لكنني أنصحك ألا تحاول الضحك مرة أخرى مثلما ترى عندما ضحكت في المرة الأولى جرحت قدمك لأن الضحك حدث غريب علي مثلك.

انطلقت الضحكات من حنجرته بقوة وكان الضحك لم يزره من قبل …!!

تعجبت ايمان من شخصيته الغريبة ولكنها الان متأكدة تماما ان به شئ يؤلم قلبه …!!

استراح قليلا وبدأ المشي ببطء حتى استطاع ان يمشي بشكل طبيعي على قدمه المجروحة.. وصلا لأول الطريق لكن تأبى السيارات الوقوف لهم فسألها بتعجب

– كيف كنتي سترحلين من هذا المكان الموحش ليلا.؟

تلك النظرة إجابته بعدم اكتراث:

– لولا موضوع الكلاب ومحاصرتهم لي لكنت الآن استقل آخر عربة تخرج من القرية الى المدينة.

صمتت تفكر قليلا ثم قالت بتساؤل:

– لكن أخبرني أنت وماذا أتى بك الى هنا ؟!!

اجابها بالصمت كالعادة ومضى أمامها بخطوات سريعة بعض الشيء

مضت خمس دقائق لم يستمع فيها إلى حديثها الكثير وصوتها المرح فتعجب فوقف ينظر وراءه فلم يجدها خلفه…!!!!

تملك القلق من قلبه وعقله واخذت عيناه تجوب المكان يمينا ويسارا بلا فائدة فصرخ مناديا إياها بخوف!! اكتشف أنه لم يعرف اسمها فظل يقول

– إلى أين ذهبتي يا راديو و الإذاعة؟

لم يأتيه اي رد الا بعد دقائق اتته تقول بغيظ:

-حقا؟؟؟ هل أنا راديو الاذاعة ولكنني أفضل أن يشملني ذلك اللقب على أن أكون مقعد صامت في مبنى الاذاعة مثلك هكذا …!! ( تلك النظرة )

ابتسم ضاحكا بود وفرحة.. شرد عقله عندما سأل نفسه عن سبب تلك الفرحة اهي الاطمئنان عن شخص لا يعرفه ام اطمئنان عن شخص استلطفه قلبه كثيرا حتى أصبح كانه يعرفه منذ سنة…!!

ما زالت تشعر بالغيظ وتتحدث كثيرا وهو يبتسم بحماقة حتى وقفت واضعة يدها في خصرها وهي تقول بعناد الأطفال:

– لن أتحرك من هنا خطوة إضافية…!

سألها ضاحكا:

– لماذا ؟ أنا لا أعلم ما هو اسمك من الاساس لكن صدقيني إن راديو الاذاعة هو أفضل وصف لكِ اعترفي بأنك ثرثارة ..!!

بوجه طفولي قالت:

– فعلا هذا صحيح اني ثرثارة حقا.

ثم قاطعت نفسها قائلة بصوت عال:

– لكن هذا لا يعطيك الحق أن تنعتني بالراديو .. لكنني لدي اسم وهو”إيمان”..!

تلك النظرة ، ابتسم برفق قائلا:

– عاشت الأسماء وعلت يا ايمان وانا اسمي عاصي..!!

قهقهت بصوت مرتفع وهي تقول:

– عاصي!! ما هو معنى وعاصي؟؟ وعلى ماذا تعصى يا عاصي؟؟

رفع حاجبه فظهرت وسامته التي أذهلتهم ثم قال:

– ههههه سأتركك تمزحين لكن أخبريني أين اختفيت وتركتني…!

-لمحت بعض الورود الرقيقة في الظلام هناك فذهبت لكي ارتشف من عبير رائحتها واملا عيناي بجمالها…!

قالت جملتها تلك وهي تستدير لتشير على مكان الورود.!

اجابها باستغراب:

– هذا وحسب!! لماذا لم تقطفين واحدة أو اثنتين.؟

أجابت بغضب:

-ماذا؟؟ هل تريدني أن اقتطف كائن حي يتنفس مثلنا ان النبات يمتلك روح وحياة الذي يحب الورود يسقيها ويهتم بها وينهى عن قطفها والفتك بحياتها…!!

انبهر بقلبها الحاني.. يبدو أن مرحها الكثير يخبأ قلبا حنون رقيق…!

مضوا في طريقهم المتعب فجلسا ليستريحوا قليلا على الأرض عسى أن تظهر سيارة قريبا لنقلهم إلى المدينة…!!!

تبادلا أطراف الحديث او بالأحرى تحدثت ” ايمان ” بلا توقف واستمع إليها “عاصي ” بمرح.. شتر انها مختلفة بسيطة اخذته بمرحها ولطف شخصيتها إلى عالم لم يعرفه من قبل.. اخذت من همومه وألقتها ببئر عميق دون ان تشعر …!!!

أطلت الشمس بهيئتها البهية على الأرض وإنارتها.. هتفت ” ايمان ” بحماس

– أجمل مشهدين قد تشاهدها في حياتك هما الشروق والغروب…!!

رد عليها بإعجاب:

– هناك شيء آخر أجمل وألطف …!!

تلك النظرة ، تنحنح بجدية ثم قال:

– الذي يراك وأنت تتحدثين وتسبب الصداع لرأسي لا يقول إنك جميلة الوجه هكذا سواد الليل الحالك حقا ظلم جمالك.

ارتبكت و ظهر الخجل على ملامحها الجميلة ولم تعرف ماذا تقول للرد على كلماته فغيرت الحديث قائلة

– الحافلات المؤدية الي المدينة على مقربة من هنا. أريد أن اخبرك انني تشرفت بمعرفتك يا استاذ عاصي …!!

مدت يدها للسلام عليه فأعطاها كفه بحزن ارتسم جيدا على ملامحه يهز رأسه دون كلام …!

تحركت من أمامه مودعة إياه.. خطت بعض الخطوات لكنه استوقفه قائلا:

– اتمني أن تجمعني بكِ الايام مرة أخرى إنك مختلفة جدا عن عالمي اختلاف جميل ومريح أيضا …!!

ابتسمت بخجل قائلة:

– اترك الدنيا ترتب لقاءنا ثانية ان وجد لنا نصيب في اللقاء سنلتقي…!

تنهد بحزن ثم قال

– لن أنساكي ولن أنسي أنك جعلتني أضحك وجعلتني أعيد حساباتي في أمور كثيرة .. على الاقل أخبريني أين تعملين ..!

هزت راسها بالنفي ثم اجابته بلطف:

– لن أخبرك سأترك الدنيا تخبرك أو تمنعك الامر لله في لقائنا الثاني ليس لي أو لك ..!!

ثم لم يدري لم استجاب لحديثها هذا ولكن كل ما يعرفه حقا ان تلك النظرة التي أرسلتها له جعلته يطمئن تلك النظرة جعلته يشعر أنه كان ميتا على قيد الحياة والآن فقط يشعر انه حي يرزق…!!

عاد “عاصي ” الي منزله مختنقا يفك وثاق رابطة عنقه بحزن وقهر عندما وطأت قدمه ذلك المنزل شعر بسلاسل تكبله من رقبته تخنقه وتحسب الهواء من رئتيه …!

-عااااااااصي .!!

اغمض عينيه يتمنى زوال ذلك الصوت من الحياة كلها.. التفت وهو يتنهد بقهر قائلا بانزعاج:

-ماذا هناك..؟!

– أين كنت يا هذا طوال الليل..!

– اجاب باختناق:

– كنت في مكان لا يشبهك وأعتقد أنك لا تهتمين به ..؟!

بتعجب غاضب اتاه الرد:

– انا زوجتك..!!! أيها الأبله أنسيت؟

رد عليها بصراخ:

– أود من داخل قلبي أن أنسي أنك زوجتي وأود أن انسي أنك في حياتي كلها.

عقدت ذراعيها أمام صدرها بتحدي وتكبر قائلة بغرور:

– حسنا سترى ما الذي سيفعله والدي بك أعدك أن حسابك معه سوف يكون ثقيلا للغايةسوف أجعله يعيدك شحاذً كما كنت في سابق عهدك هل نسيت أنني شاهيناز هانم يا مغفل يا فقير.

تلك النظرة

اجابها بغضب هادر:

– ملعونة أنت و مال والدك ملعون هو نفسه حياتي أصبحت سوداء كرهتك وكرهتها أعوام عدة تمضي وأنا أدفع ثمنها من شبابي وأيامي وأقول في نفسي لعلها تتغير وتصبح أفضل وتعرف قيمة وجودي بجوارها لكنك بغيضة لا يطيق أحد المكوث بجوارك  اذهبي انتي طالق يا شاهيناز هانم..!!

تركها تصرخ وتسب وتكسر كل ما في طريقها وتتوعد له وغادر كما دخل …!!

تنفس الصعداء غير آبه تهديدها ووعيدها له من الان وصاعدا سيعيش كما يحب قلبه وكما تهوى نفسه ويمحو تلك السنوات التي قضاها بجانب تلك البغيضة المتكبرة خوفا من نفوذ والدها وسلطته المتكبرة.!!

( تلك النظرة  )

ايمان…!!

هي تعرف ذلك الصوت جيدا لكن عقلها لا يصدق ويقنعها انها تخاريف ليس الا…!

راديو الإذاعة…!!

تلك حقيقة إذن.. التفتت خلفها بسرعه طالعته أمامها ضاحكا فتعجبت ثم قالت

– كيف علمت بمكان عملي؟؟

اجابها وهو يهندم ياقة قميصه بفخر:

– اسمه مكتوب على الدفاتر الخاصة التي كانت بحوزتك و تحملينها التقطت عيناي الاسم سريعا وانت تودعيني هل يخطر ببالك أنني كنت سأوافق ان تذهبي من أمامي بتلك السهولة هل هذا يعقل؟

ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت بمرح:

– واخيرا تمزح يا بوووم..

هددها بمرح ان تصمت ولا تكمل كلمتها التي تغيظه تلك:

قهقهت فنظر لها بإعجاب شديد فبادلته بنظرة قوية تظهر ما بداخلها من اعجاب متبادل له.. لم يحضره اليها مرة اخري سوي تلك النظرة …!

” تمت بحمد الله ”

انظر أيضا

ما سبب خشونة الشعر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى