خطة تعديل سلوك الطفل العدواني والتعامل معه
محتويات المقال
السلوك العدواني جزء لا يتجزأ من تطورات الطفل منذ نعومة أظافره، حيث أنه سلوك وظاهرة صحية بين الأطفال الصغار بشكل عام، ولكن لابد أن تكون ضمن الحد المسموح به، وإذا تجاوز الأمر لابد من اتباع خطة تعديل سلوك الطفل العدواني والتي يمكن من خلالها السيطرة على السلوكيات العدوانية في عمر مبكر من خلال مساعدة الأم لصغيرها حيث أنها الداعم الأول الذي يلعب دورًا هامًا وفعال في تعديل سلوك الطفل وجعله أكثر إيجابية.
لماذا تظهر السلوكيات العدوانية لدي الطفل؟
السلوك العدواني لم يظهر ويتفاقم من عدم أو جاء وليد الصدفة بل كان ورائه وتفاقمه عدد من الأسباب التي تجعل الطفل ينخرط وراء العدوانية، ومنها ما يلي:
- نوع من التقليد غير المبرر للكبار الذين يراهم الطفل ويرغب في أن يكون مثلهم في كل شيء دون أن يدرك.
- عدم أخذ قسط كافي من الرعاية والاهتمام ممن حوله من أفراد الأسرة، وخصوصًا الوالدين، مما يسبب لديه ميول عدوانية.
- غالبًا ما يلجأ الطفل إلى العدوانية للحصول على ما يرغب من أشياء، أو حتى من الاهتمام والمشاعر العاطفية.
- التعصب والعدوانية لمجرد اقتراب أحد من أمه التي يحبها بجنون ولا يرغب في مشاركته أحد فيها مهما كان هذا الشخص.
- مشاهدة الخلافات التي عادة ما تنشب بين الوالدين، مما قد يرسخ في ذهنه أن العدوانية هي مجرد رد فعل لما يجول بخاطره من أفكار وأحاسيس.
- ولادة أخ أو أخت جديد في الأسرة وانشغال الوالدين به كأمر طبيعي، يجعله قلق ومتوتر محاولًا التأقلم مع الوضع الجديد.
- فرط الحركة والنشاط قد يكون في بعض الأحيان سببًا للميول العدوانية لدي الطفل، بسبب النشاط والتحمس والإثارة أثناء اللعب.
- المعاقبة الدائمة وبقوة على أقل وأتفه الأسباب، أو رؤيته أن أفعاله العدوانية سبيله إلى اغتنام الفرص والفوز بما يرغب في جميع الأحوال.
تابع أيضًا: فرط الحركة والتوحد عند الأطفال
خطة تعديل سلوك الطفل العدواني
الكثير من الأطفال الصغار يحتاجون إلى إظهار ما لديهم من سلوك عدواني، للفت الأنظار والانتباه، والحصول على رعاية بشكل أكبر واهتمام مبالغ فيه من مقدمي الرعاية لهم أيًا كانوا، لذا لابد من التحلي بالصبر معهم فهم ما زالوا صغارًا لا يدركون الصواب من الخطأ، ويمكن التعامل معهم وفق خطة تعديل سلوك الطفل العدواني وتتضح فيما يلي:
- تبدأ خطة تعديل سلوك الطفل العدواني من خلال منح الطفل الفرصة للتحكم في مشاعره بكل حرية قدر المستطاع ومحاولة التعبير عما يشعر به من أحاسيس بأساليب بديلة ومنها الرسم وكذلك لعبة تبديل الأدوار بحيث يفرغ الطفل سبب العدوانية بطريقة لا شعورية.
- توجيهه الدائم وتعليمه الكلمات الصحيحة التي يحاول من خلالها التعبير عن نفسه قد يكون سبيل لتناقص عدوانية الطفل بشكل كبير.
- على المربي أن يتمتع بالحزم والهدوء مهما حدث من الطفل، وعدم التعدي عليه إطلاقًا بالضرب أو الصفع على الوجه، أو حتى بالألفاظ، لتجنب إفقاده احترام النفس.
- حاول جاهدًا أن تخبره بأن السلوك الصادر منه غير مناسب على الإطلاق، مبررًا بأن هذا الأمر يترتب عليه الكثير من السلبيات.
- لا تدع الطفل يصل إلى مرحلة الغضب قبل أن تحاول تهدئته قدر المستطاع، رسخ في ذهنه أنه لا سبيل ولا طائل من وراء الميول العدواني.
- حاول أن تعلم الطفل كيف يتكلم بعبارات بسيطة للغاية، حتى لا يدخل في نوبة من الغضب والعنف لعدم قدرته على التعبير بالكلام.
- لا تدع الفرصة للآخرين يسخرون من طفلك بسبب ميوله العدوانية، مع عدم التفوه بأي كلمة أو لفظ يمكن أن يجرح مشاعر الطفل.
- حاول جاهدًا أن تبحث وراء الأسباب التي دفعت طفلك لهذا الميول العدواني، حيث أن هذا سيساعدك جديًا في السيطرة على الوضع بشكل سريع.
متى يكون التدخل الطبي من استراتيجيات خطة تعديل سلوك الطفل العدواني
من الطبيعي وتبعًا للدراسات العلمية أن السلوك العدواني لدي الأطفال يبدأ في التناقص بداية من عمر ثلاث سنوات، حيث يبدأ الطفل في تكوين شخصيته ويتعلم كيفية التحدث والتعبير بالكلمات عن نفسه وما يشعر به، ولكن في حالة استمرار هذا الوضع لما بعد ذلك لابد من طلب المساعدة من الأطباء المتخصصين لإيجاد حل مناسب.
من أجل تعليم الطفل التعبير عن ذاته بكلمات محددة، وكيفية طلب الشيء الذي يريده ببساطة دون أي تعصب أو توتر، ويتم ذلك بطريقة علمية صحيحة على أيدي متخصص من أطباء الطب النفسي، لتغيير هذا النمط في حياة الطفل قبل فوات الأوان وتقدم الطفل في العمر.
تعرف على: كيفية علاج الكذب والسرقة عند الاطفال
أعراض ومظاهر السلوك العدواني لدي الطفل
هناك بعض الأعراض التي يعاني منها الطفل منذ بداية حياته، توضح لكي سيدتي أن طفلك مصاب بالعدوانية، ومن أبرز تلك الأعراض ما يلي:
- كثرة البكاء دون مبرر واضح، محاولة منه للفت الانتباه وإيذاء من حوله بالصوت العالي.
- الضرب بالقدم في الأرض والانبطاح لمجرد جذب الانتباه، حيث يستمر معه هذا الوضع وصولًا للخامسة من العمر في بعض الحالات.
- العصيان والتذمر وشدة البكاء لأي سبب من الأسباب، مع الشعور بالملل الدائم والخمول وعدم الرغبة في عمل أي شيء.
- لابد من مراعاة التغير الزمني للطفل مع مراحله العمرية، حيث أن لكل مرحلة عمرية مع السلوك العدواني مظاهرها المميزة.
نموذج خطة تعديل سلوك الطفل العدواني
لابد من وجود خطة تعديل سلوك الطفل العدواني، التي يجب أن تتبع من الوالدين للنهوض بطفلهم نحو الأفضل، وإنقاذه من براثن السلوك العدواني الغاشم، حيث يجب عليهم فعل ما يلي:
- وجود القدوة الحسنة في حياة الطفل، على أن يكون الوالدين هم قدوة الطفل الأساسيين.
- لابد من توفير بيئة صالحة لنمو الطفل بعيدًا عن المشاكل والوسط المليء بالأزمات والسلبيات.
- البعد عن الخصال السيئة وعلى رأسها البخل الذي يولد لدي الطفل الشعور بالنقص والحاجة الدائمة.
- تقريب المسافات بين الطفل ووالديه، وخصوصًا الأب في مثل تلك المرحلة العمرية، وإمداد الطفل بالحنان والعطف من خلال الأم.
- تشجيع الطفل على ممارسة هواياته التي يشعر معها بالسعادة، ونسيان القلق والعدوانية تجاه الآخرين.
- احتضان الصغير وإشعاره بأهميته مثله مثل الكبير تمامًا بل أهم، مع إسناد بعض الأعمال الخفيفة إليه في المنزل لإخراج ما لديه من طاقة.
- في حالة وجود مولود جديد، لابد من لفت نظره أنه تحت رعايته، وعليه أن يعتني به كثيرًا، ولكن تحت مراعاة الأم.
- قضاء أوقاتًا طويلة مع الطفل، والقيام ببعض الأنشطة داخل وخارج البيت، ومحاولة تعليمه بعض المهارات والهوايات.
- لا يفضل اللجوء للعقاب القوي أو التدليل الزائد عن الحد، لعدم انقلاب الآية ويصبح الطفل أكثر عدوانية.
- لا تقابلي عدوانية الطفل بالعنف، وعليك التحلي بالهدوء وامتصاص غصب الطفل في تلك النوبة الصعبة من العدوانية.
طرق العقاب الأبوي للطفل العدواني
هناك بعض الطرق التي يمكن أن يلجأ إليها الوالدين بشكل علمي كنوع من تعنيف الطفل ومحاولة تقييم سلوكه للأفضل وتوافق مع خطة تعديل سلوك الطفل العدواني لتعزيز السلوكيات الإيجابية، وتتمثل فيما يلي:
العقاب بالحرمان
يعد من أفضل استراتيجيات خطة تعديل سلوك الطفل العدواني ويلجأ فيه الأبوين إلى حرمان الطفل من ألعابه التي يفضلها مثلًا أو الذهاب إلى النادي واللهو مع أصحابه في حالة ارتكابه أي سلوك عدواني تجاه نفسه أو الآخرين.
العقاب الجسدي
ربما يلجأ الأبوين إلى الضرب في حالة عدم جدوى أي وسيلة من وسائل التعنيف، على شرط ألا يترك هذا الضرب أثرًا في نفس الطفل أو على جسده بشكل ملموس، حيث أن الأمر يمكن لأن ينقلب إلى الضد.
العقاب النفسي
من أفضل أنواع العقاب، فهو سلاح مزدوج، حيث أن الأطفال بالطبع تختلف عن بعضها البعض، فيكون العقاب عن طريق التعنيف بالقول أو الحركة أو بمجرد التعبير بالوجه عن عدم قبول هذا السلوك غير القويم.
بهذا نكون قد انتهينا من التعرف على خطة تعديل سلوك الطفل العدواني بشكل علمي صحيح، وتعرفنا على أبرز الأسباب وراء ذلك والأعراض التي يمكن أن تطرأ على الطفل، مع طرح عدة حلول للسيطرة على تلك المشكلة الصعبة.
شاهد ايضا: علاج العنف عند الأطفال