فنون الحياة الزوجية
محتويات المقال
نجد اليوم فئة من الشباب و الشابات يعتقدون أن الزواج مسألة سهلة و لا تتطلب تخطيط أو نظرة إلى بعيد.
و يصدمهم المجتمع الذي يعيشون فيه لاحقا فالحياة الزوجية المثالية تتطلب اجتهادا من كلا الطرفين، و هذا النوع من التفاهم بين الطرفين هو فن من فنون الحياة الزوجية.
الفراغ الذي يعيشونه بعض الأزواج هو ما يدفعهم للجوء إلى الخيانة، و نسب الطلاق المرتفعة سببها الرئيسي هو غياب فنون الحياة الزوجية التي تضمن تماسك العلاقة و استمرار مشاعر الحب.
فماذا نقصد بفنون الحياة الزوجية؟
هي الطرق و الأساليب الصحيحة و التي نجد فيها جانبا من الابداع أو إنتاج أسلوب مختلف للتعامل مع الشريك، فالحياة الروتينية و الأساليب الخاطئة في التعامل مع الزوج أو الزوجة قد تعرض علاقتكما للانهيار لذلك عليك الالتزام ببعض التصرفات.
الحياة الزوجية فن
إن التعامل بين الزوجين فن مثل سائر الفنون الأخرى لديك قواعد إذا قمت بتطبيقها بحذافيرها تحصل على النتيجة المطلوبة، فالحياة الزوجية المثالية ليست أمرا مستحيلا كما يروج البعض فما دامت الرغبة موجودة و هناك روح تنبض حبا فلا شيء مستحيل، شبهت الحياة الزوجية بالفن لأنها تتطلب ضربا من التجديد و الابداع كي لا يعم الملل أرجاء البيت.
فنون الحياة الزوجية
هناك جملة من الأسس التي يجب توفرها في كل بيت لتضمن حياة زوجية سعيدة:
فهم الشريك و التركيز على وضعيته النفسية:
و أنت قد قررت أن تشارك أحدهم حياتك عليك أن تفهمه و تبحث في تفاصيله الدقيقة لتستطيع تفهمه في بعض الأحيان.
شريكك هو أنت جاء ليملأ فراغا في حياتك, جاء ليكمل شيئا فيك فأقل ما يمكن أن تفعله هو أن تتحمل هذه الأمانة بما فيها من تصرفات سلبية و تعمل على تقويمها فقط لأنك تحبها.
و اخترت الجانب النفسي منذ البداية لأنه العائق الأكبر بين الطرفين، فأحيانا يعيش أحدهما فترة صعبة فيتغير طبعه مما يؤثر على حياته الزوجية دون أن يشرح و دون أن ينتبه الطرف الآخر.
المعاملة الطيبة
الإنسان كائن حساس جدا و يحب الاهتمام و المعاملة الطيبة، لذلك احرص على استعمال كلام جميل و تصرف بلين عند التعامل مع شريكك. فالرجل و المرأة على حد سواء يحبان الاستماع إلى كلام الغزل من شريكه، فذلك يشعره بمدى أهميته و يغدق عليك بالمشاعر.
فمهما حصل من خلاف بينكما احرص على تجنب الكلام الحاد، فهو يؤثر على العلاقة خاصة بالنسبة الأشخاص الحساسين جدا الذين ترفعهم كلمة جميلة و تسقطهم كلمة قاسية أو جارحة.
دلل شريكك
إن المرأة أساسا متطلبة جدا و تحتاج إلى الكثير من الاهتمام، و تريد أن تكون مدللة فلا يحرمها زوجها شيئا. تستاء لمجرد أن تنسى ذكرى عيد ميلادها أو عيد زواجكما و تسعدها الهدايا في كل وقت.
كذلك هو الرجل يحب أن يعامل كأمير يسعده أن تستقبله زوجته في الباب بوجه منشرح و أن تعتني بجمالها من أجله، و تجهز له الطعام المفضل لديه كل ذلك يشعره بأنه شخص مهم في حياة زوجته.
الحوار
الحوار هو المقوم الأساسي لنجاح الحياة الزوجية، عندما يقع خلاف بين الطرفين يلجآن إلى الصمت و ذلك ما يقتل المشاعر شيئا فشيئا.
الخلافات موجودة و واردة في كل بيت لكن على الشريكين الحرص على حل الخلافات في تلك اللحظة عبر الاستماع لبعضهما البعض، فالحوار يكشف الكثير و يجعلهما يعترفان و يقولان كل شيء و يحلان الخلاف.
أن تكون سندا لشريكك
يقول القدماء تثبت محبة الآخر لك عند الشدائد، في الحياة الزوجية كذلك تعرف درجة حب الطرف الآخر لك من خلال وقوفه إلى جانبك خاصة عند الشدائد.
نرى في مجتمعاتنا وقائع مؤسفة كتخلى الزوج عن زوجته عندما تمرض و العكس أيضا، رغم أنهما تعاهدا أن يكونا معا في السراء و الضراء.
للبيوت أسرار
نجد نوعا من الرجال و النساء الذين يتحدثون في مشاكلهم و أسرار بيتهم إلى الآخرين، و هي تعد من أبشع الصفات في المجتمع الحديث.
و الموضوع منتشر أكثر لدى النساء فتفضح الواحدة أسرار بيتها أمام إحدى صديقاتها فتخبرها بمشاكلها مع زوجها و أحيانا تدفعها للتدخل بينهما.
أما الرجل إن فعل فهو سيخبر أهله بذلك على أمل أن يجد حلا لكن مثل هذه التصرفات تعمق المشاكل أكثر، فاحرصا على ألا تتجاوز مشاكلكما البيت.
تفادي استعمال العنف بأنواعه
انتشرت ظاهرة العنف كثيرا في العصر الراهن و عادة ما تكون ضحيته المرأة، أحيانا بعدما يقدم الرجل على ضرب المرأة يأمل أن تعود علاقتهما كما كانت، في حين أن الأمر صعب جداً فالمرأة كائن رقيق تعتبر الضرب إهانة لإنسانيتها و كرامتها.
و تستعمل بعض النساء كذلك العنف اللفظي فتقول كلاما مؤذيا في حق زوجها و كل أنواع العنف على اختلافها تولد الخراب فإن كنت ترغب في تماسك أسرتك فتجنب العنف.
التجديد
إن الروتين اليومي يجعل الإنسان يعيش الكثير من الضغوطات، فالإنسان في حاجة إلى التغيير و التجديد، فيمكنكما مثلا السفر إلى مكان جديد تشعران فيه بالراحة. أو ممارسة بعض الأنشطة معا فذلك يقربكما أكثر فأكثر و يخرجكما من حالة الملل و الفتور.
التربية المشتركة للأطفال
لا يقف الزواج عند الارتباط، فبعد الزواج سينجب الزوجين و لا يعد الإنجاب في حد ذاته إنجازا إن لم يحسن الوالدين تربية أطفالهم تربية سليمة.
يعتقد بعض الآباء أن تربية الأطفال حكر على المرأة فقط و يحتج بانشغاله خارج البيت فلا يعطي من وقته لطفله و، ذلك يؤثر على تربية الطفل و درجة تعلقه بوالده فسيميل أكثر لأمه و يقترب منها و يشعر بالجفاء تجاه والده.
حسن تربية الأبناء
هناك بعض الوالدين الذين يحصرون مهمتهم في الإنجاب و الانفاق دون الانتباه للمشاعر و الاجتهاد في تربية الطفل، و ذلك يؤثر كثيراً على تربية الأبناء، الطفل يحتاج إلى الحب و الاهتمام أكثر من أي شيء.
نجاح الحياة الزوجية يتطلب مجهودا كبيرا من الطرفين خاصة في الوقت الراهن لذلك على الشريكين المعرفة بفنون الحياة الزوجية.