التنمية البشرية

كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين

محتويات المقال

لسان الإنسان سلاح ذو حدين؛ فهو مسبب أساسي للحب أو الكراهية بين البشر، فكما أن الإنسان يستطيع استخدام لسانه لكسب محبة الآخرين وثقتهم واحترامهم، يستطيع اللسان أيضاً أن يكون سبباً في نشر الأذى والكراهية بين الناس، وهناك الكثير من الأشخاص ممن يمتلكون قلباً طيباً نقياً يتأثرون بسهولة بكلام الآخرين وتتأثر صحتهم النفسية، لهذا في هذا المقال سوف نجيب عن تساؤل كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين ليستطيع هؤلاء الأشخاص حماية أنفسهم من أذى كلام الآخرين. 

لماذا يقوم البعض بإيذاء غيرهم بالكلام دون مبرر؟ 

قبل أن يقوم شخص بطرح سؤال كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين قد تتبادر إلى ذهنه مئات الأسئلة حول موضوع الأذى الصادر من الآخرين.

من أهم هذه الأسئلة هو لماذا يقوم البعض بإيذاء غيرهم بالكلام دون مبرر؟ 

من الطبيعي عند الأشخاص الطبيعيين الأسوياء نفسياً أنهم حين يُقدمون على إيذاء غيرهم سواء بالكلام أو الأفعال بقصد أو من دون قصد؛ فإنهم سرعان ما يشعرون بتأنيب الضمير ويشعرون بالألم الذي بدوره يدفعهم للإعتذار.

ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يؤذون غيرهم دون أدنى شعور بالذنب أو الإنسانية، والحقيقة أن هذا الشيء غريب حقاً خاصة إذا كان هذا الأذى بدون أي مبرر. 

قد يرجع ذلك إلى عدة أسباب، وجميع هذه الأسباب تدل على وجود خلل في الصحة النفسية لهؤلاء الأشخاص.

أول هذه الأسباب هو أن هؤلاء لا يستطيعون الشعور بآلام من حولهم، وثانيها هو أنهم قد يستمتعون بهذا الألم وهو ما يُطلق عليه مصطلح السادية. 

أما السبب الثالث الذي يكمن وراء إيذاء شخص لشخص آخر بدون مبرر هو أن الأول يعتبر الأخير مصدر تهديد مباشر له، وأنه يمثل خطر على حياته أو مكانته أو سمعته وغيرها، وقد يكون هذا مجرد وهم موجود في رأسه فقط ولا أساس له من الصحة. 

التخلص من السلبيات

كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين 

كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين هو سؤال مهم وضروري للإجابة عنه والحديث في هذا الشأن.

في السطور التالية سوف نتعرف على بعض الطرق التي تساعد الشخص على حماية نفسه من ألسنة الآخرين وكلامهم: 

  • من الأمور الفعالة في هذا الشأن هو أن يخصص الشخص وقت خاص يفكر فيه مع نفسه في الأفعال التي قام بها والتي سوف يُقدم على فعلها.
  • فهذا سوف يساعده على تصحيح أخطائه التي ارتكبها سابقاً، والتخطيط لكل خطوة مقبلة، وبهذا لن يعطي للناس فرصة الحديث عنه بالسوء. 
  • يجب أن يتجنب الشخص الدخول في حوارات مزعجة، وأن يبتعد عن كثرة الحديث فيما ليس مفيداً.
  • فهذان سببين أساسيين في كلام الناس الذي لا ينتهي، الأفضل ألا يتلفظ الشخص إلا بكل طيب ليمنع كلام الناس.
عدم الاستماع إلي المحبطين

كيف احمي نفسي من كلام الناس 

نستكمل الإجابة عن سؤال كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين وكلام الناس في الفقرات التالية: 

كن قوياً وواثقاً بنفسك: 

على الشخص أن يتمتع بقدر كبير من الثقة بالنفس ليحمي نفسه من التأثر بكلام الأشخاص السلبي.

وأن يقتنع أن الأذى سوف يظل موجوداً مهما حدث لان هذه هي طبيعة الحياة، وأنه لن يستطيع منع أذى ألسنة الآخرين مهما فعل.

كن نفسك ولا تحاول تغييرها لأجل أحد: 

لا تحاول أبداً مهما حدث أن تغير من شخصيتك وطريقتك وعفويتك لأجل أحد، وقم بفرض نفسك وشخصيتك في كل مكان.

هذا من شأنه أن يمنع الكلام الذي سوف يُقال عنك، إلا إذا كنت بالفعل تؤذي الآخرين بتصرفاتك وتمتلك بعض الطباع السيئة، عندها لابد أن تغير من نفسك. 

أجعل علاقاتك بالآخرين دائماً طيبة: 

حاول دائماً أن تُحسن علاقاتك بالآخرين، وأن تجعلها علاقات طيبة تخلو من النفاق والكذب.

هذا من شأنه أن يجعلك محبوباً بين الناس، وأن يقوم الآخرين بالدفاع عنك إذا حاول أي أحد الكلام عنك بالسوء. 

كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين إلكترونياً 

أصبح العالم الإلكتروني في الآونة الأخيرة عالم مؤذي وغير آمن نفسياً، وأصبح الجميع يتحدثون عن بعضهم ويؤذون غيرهم تحت مسمى حرية التعبير.

وقد يأخذ هذا أشكالاً متعددة، أهمها التنمر، والغيبة، والنميمة، وغيرها، ولهذا عندما يسأل شخص كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين إلكترونياً وأقوم بإيقاف هذا الفعل تكون الإجابة كالتالي: 

  • عدم قبول طلب صداقة من شخص لا تعرفه أو شخص ليس بينك وبينه أصدقاء مشتركين.
  • عدم التحدث مع الأشخاص الغرباء وتكوين صداقات معهم إلا بعد التأكد من نيتهم.
  • تجنب فتح أي روابط أو صور أو مقاطع فيديو مرسلة إليك من قبل أشخاص لا تعرفهم.
  • لأنها في أغلب الأحيان تكون فخاً لاختراق الحساب الشخصي ونشر صور فاضحة أو منشورات غير لائقة قد تجلب كلام الآخرين. 
  • عدم التحدث في الأمور الشخصية الخاصة مع الأشخاص الغرباء، فهذا قد يعرض الشخص لخطر نشر هذه الأمور الشخصية. 
  • عدم ترك خصوصية الحساب الشخصي عامة لجميع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أن هذا يترك المجال أمام الأشخاص المؤذيين لممارسة هذا الأذى. 
  • إذا حدث وتعرض الشخص فعلياً للأذى الإلكتروني أو التنمر، من الأفضل أن يقوم بالاحتفاظ بجميع الصور والأدلة التي تثبت التعرض لهذا الأذى أو التنمر، وإبلاغ مباحث الإنترنت بهذا واتخاذ إجراء قانوني تجاه هؤلاء الأشخاص. 

كيف لا اهتم لكلام الناس 

يعد عدم الاهتمام بكلام الناس أحد أهم الطرق للإجابة عن تساؤل كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين.

ولهذا سوف نتحدث معكم في السطور التالية عن أهم الطرق التي يمكن أن يتبعها الإنسان حتى لا يعير كلام الناس أي اهتمام: 

  • يجب أن يؤمن الإنسان بمقولة لا أحد كامل في الحياة، لهذا لابد أن يغفر الإنسان لنفسه أخطائه وألا يقسو على نفسه حتى لو تكلم الناس عنه بالسوء. 
  • أن يجعل الشخص عمله كله لله، وألا يبحث عن رضا الناس بل يصب كل اهتمامه على نيل رضا الله؛ حيث أن رضا الناس لا يُدرك كله أبداً مهما حاول الإنسان.
  • تقبل الانتقاد بصدر رحب، طالما أن هذا الانتقاد بأسلوب جيد وبنّاء، وجعل هذا الانتقاد حافز للتقدم والنجاح.
  • الاقتناع بفكرة أن لكل شخص وجهة نظر وطريقة تفكير مختلفة عن غيره، وأن الإنسان قد يواجه الانتقاد والرفض بدون سبب لمجرد هذا الاختلاف. 
التخلص من الطاقة السلبية

كيف اتمتع بصحة نفسية جيدة 

لأن التعرض للمضايقات والتنمر بشكل مستمر قد يؤثر على الصحة النفسية للكثيرين.

فإننا في نهاية حديثنا عن سؤال كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين نود أن نوضح بعض الطرق التي يمكن اتباعها للتمتع بصحة نفسية جيدة فيما يلي: 

الذهاب إلى طبيب نفسي: 

إذا وجد الشخص نفسه لا يستطيع الاستمتاع بحياته بسبب المضايقات التي يتعرض لها والتي تؤثر على حياته، من الأفضل له استشارة طبيب نفسي. 

ممارسة الرياضة: 

الرياضة لها تأثير بالغ الأهمية في التمتع بصحة نفسية جيدة، حيث يقوم الإنسان بإخراج غضبه وكل مشاعره السلبية في الرياضة التي يمارسها وبهذا يستطيع الاستمتاع بحياته بشكل طبيعي. 

البعد عن الأشخاص السلبيين: 

ينبغي على الإنسان أن يبتعد عن أي شخص سلبي في حياته، سواء كانت هذه السلبية توجه له بشكل مباشر أو غير مباشر، وألا يستمر في أي علاقة سلبية ترهقه وتستنفذ طاقته. 

في الختام نوضح أنه لا تكمن أهمية تنفيذ ما قمنا بتوضيحه في إجابة سؤال كيف أحمي نفسي من ألسنة الآخرين في الحماية من الأذى فقط، بل إن تنفيذ هذه الطرق من شأنه أن يمنع تحول الإنسان إلى شخص مؤذي بدوره، حيث في كثير من الأحيان قد يتعرض الشخص للكثير من المضايقات والتنمر، ومع الوقت عندما تستمر هذه المضايقات يتحول هو لشخص متنمر أيضاً، وهذا شيء خاطئ بكل تأكيد. 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى